الخميس، 9 نوفمبر 2017

الإعلام و...الزنجبيل

11/01/1996 السفير

سؤال: من هو أول رئيس اميركي نجح في الانتخابات مع أنه مطلّق؟
جواب: رونالد ريغان. وقد تزوج مرتين، وفاز بالرئاسة مرتين.

قبله بعقود، ادلاي ستيفنسون ونلسون روكفلر سقط كل منهما بالضربة القاضية في معركة الرئاسة لأنهما كانا «مطلقين».
...
وكان الطلاق عورة.
سؤال: ماذا فعلت النجمة الرائعة أنغريد برغمان عندما حملت «سِفاحاً» قبل عقدين من الزمان؟

جواب: استأصلت الرحم للتكفير عن ذنبها وإرضاء جماهيرها. بعدها، صار الحمل «سِفاحاً» هو العقدة في 6 برامج تلفزيونية، الاكثر شعبية في اميركا. ولم يعد طفل السفاح عورة فهناك 18 مليون طفل اميركي يعيشون اليوم بلا أب...

سؤال: ماذا فعل أوليفر نورث بعد ان اعترف بانه كذّب على الكونغرس في فضيحة ايران غيت، وبعد ان اتهمه رئيسه ماكفرلين بأنه خائن؟

جواب: ترشح ليحصل على مقعد في الكونغرس، بينما حاول رئيسه الانتحار.
الخيانة لم تعد عورة.
أنا أدين الطلاق، وأدين الحمل سِفاحاً، وأدين الخيانة... هذا هو رأيي.
ولكن الاعلام ليس رأياً فقط، انه خبر ورأي، الخبر يعبّر عن واقع، والرأي يعبر عن موقف، وما يفصل بين الواقع والموقف، هو تماما ما يفصل بين الدين والدولة.
وأنا من انصار الفصل بينهما.
هذا يقودنا الى بيت القصيد:
صديق وزميل يحبه القلب، وما كان محافظا ولا متزمتاً، كتب الى رئيس التحرير يقول: صحيح ان الجنس هاجس العربي وعقدته في المجتمعات المنغلقة، ولكن ليس من تقاليد «السفير» ان تغوص في ذلك الهاجس، ولو على سبيل الاطلاع والمصارحة»، ويكتب عن «سفير الناس»: إن هذه «الشطحة» في الكتابة عن الجنس والمشاكل الاخلاقية في «سفير الناس» تخطت الحدود المعقولة، وصارت مزحة ثقيلة وغريبة عن «السفير» التي تدخل الى بيوت العائلات...».
والزميل معه حق، وهنا ثلاثة حلول للتصالح مع «سفير الناس»:
الأول: على طريقة الراحل رشاد البيبي، وكان يملك استوديو للدوبلاج. في مسلسل «الهارب» كان البطل يقول لعامل البار: اعطني كأسا من الويسكي. وكان البيبي، يقوم بالدبلجة، فيقول البطل «اعطني كأسا من عصير الزنجبيل». وبعد عدة كؤوس، كان البطل يسقط متهاوياً على ارض البار، وهو يهمس: «يا له من ويسكي قوي»، وكان الدوبلاج يترجم العبارة: «يا له من زنجبيل قوي».
وسبب استبدال الزنجبيل بالويسكي هو ان النسخة المدبلجة من المسلسل كانت تذهب الى الخليج. وكما يعرف الزميل، فإن كثيرين في الخليج يحبون الزنجبيل حتى الثمالة.
نكتب إذن عن الزنجبيل؟
الثاني: واحد أميركي اسمه مايكل ميلكين، اخترع ما يسمى بـ «أسهم الزبالة»، وطرحها في بورصة نيويورك، سُمّيت اسهم الزبالة لأن المؤسسات المالية المحترمة لم تكن تنصح بها، ميلكين جمع من زبالته ما يزيد عن 150 مليون دولار، قبل ان تنهار. صحيفة «وول ستريت جورنال» وعلى مدى سنوات، كانت تصفه في صفحة الرأي بأنه عبقري. اما المحررون الذين كانوا يغطون اخباره، فكانوا يصفونه بأنه «زبّال» مثل أسهمه، صحافي علّق على هذا التناقض بين صفحات الرأي وصفحات الاخبار في الصحيفة نفسها، فقال: «عندما تشتري الـ «وول ستريت» فأنت تفوز بصفقة لأنك تشتري صحيفتين في واحدة».
وحل

ثالث: شيخ من بلدة «كفرمتى» يصف وليد جنبلاط بأنه «كالنار... اذا اقتربت منها

لسعتك، واذا حافظت على مسافة منها أدفأتك».

وما

يصح في الرجال يصح في المواضيع، وهناك دائما من يحب ان يقترب (!).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق