الأربعاء، 22 أغسطس 2018

صفحات من كتاب "الضحك والنسيان" صراع الذاكرة مع ... الرصاصة

مجلة العربي، الأربعاء 1 مارس 1995  30/9/1415هـ /العدد 436
يحب الحاكم في كتاب "الضحك والنسيان" أن يصف شعبه بأنه متجانس. وينصح الحاكم شعبه بأن يبتعد عن "الصراع. ويقترح الحاكم على شعبه أن يساند "التطور" ولكن في غياب المؤسسات الديمقراطية، فإن التجانس لا يتحقق إلا في القبور وحدها، لأن الصراع هو سنة التطور..  وهو القاعدة الدائمة للذاكرة الجماعية... والعدو الأبدي للرصاصة العمياء. 
          يقول كتاب "الضحك والنسيان" للمؤرخ ميلان هوبل مخاطبا الحاكم: "إذا أردت القضاء على شعب فامسح ذاكرته". ويضيف على لسان المؤرخ: "احرق كتبه. دمر ثقافته. وامسح تاريخه. بعد ذلك، كلف أحدهم أن يؤلف كتبا جديدة، وأن يقوم بتصنيع ثقافة حديثة، وأن يخترع تاريخا عصريا.. وقبل مضي وقت طـويل فإن الشعـب ينسى من هو... وما كـان عليه... ويصبح متجانسا".
          ويضيف وزير التربية الأمريكي السابق وليام بنيت في تعليق نشرته صحيفة "واشنطن بـوست" الأمريكية: إن ثقافتنا الجماعية المتعددة تقضي بأن نتذكر ما كنا عليه، ومـا نحن عليه الآن، وإذا نجحنـا في تحقيق ذلك، مرة ثانية، فإن "المهاجرين" الجدد سوف يجدون مكـانهم في مجتمعنـا، وسوف يضيفـون طـاقات جديدة...  ".
          الوزير السابق بنيت جمهوري عريق. ومحافظ من الدرجة الأولى، ولكنه يرفض أن يغلق البوابة الأمريكية كثيرا أمـام المهاجرين الجدد، وأمـام المتسللين غير الشرعيين، ويطلب من رفاقه الجمهـوريين، بعد فوزهم الساحق في الانتخابات الأخيرة للكـونغرس الأمريكي، أن يحافظـوا على هذه الذاكـرة الجماعيـة للمجتمع الأمريكي، لأن أحدا لا يملك حق أن يحتكـرها وحده، أو أن يقفل البوابة خلفه، لأنه كان الأسبق إلى اكتشاف أمريكا.
          ولكن هذا لا يحصل في الجزائر ولا في القاهرة ولا في الخرطوم ولا في بغداد أو أنقرة أو كراتشي أو كابول... إذا أردنا ألا تطول القائمة.
          الذاكـرة في الجزائر باتت في حجم ثقب الرصاصة. وفي القاهرة ضاقت "الجماعة" بطول ذاكرة نجيب محفوظ وطول عمره، فحاولت قطعهما معاً بضربة خنجر، وفي الخرطوم كـما في بغـداد، قرر الحاكم إعادة تصنيع شعبه كي يكون "متجانسـا" فكريا وعرقياً ومـذهبيا ودينيا.. وإذا فشلت الرصاصة والخطاب "التـاريخي" فالجوع والـوبـاء والموت الجـماعي ربما تعيـد للشعب وحـدته المفقودة.. ومعها التجانس.
          في أنقرة الكردي خارج على القـانون بحكم الولادة، وفي كراتشي "المهاجـر" قتيل حتى يثبت إقـامتـه، وفي كـابـول يتسابـق الجميع لمنح الشعب الأعـزل نعمـة الشهادة... بعد نعمة التحرير (!).
          هذا يحدث في أمريكا أيضا، وعلى اتسـاع القـارة ينهض الأمـريكي كل يوم ليختلف مع الأمريكي على العرق والدين والجنس والسياسة والرياضة وكذلك على التاريخ، وهذا الأمريكي مدجج بالسلاح، وهو منظم في ميليشيات، ولا تنقصه البراعة في حروب الشوارع كـما أن ذاكرتـه ما زالت ملغومة بأحداث الحرب بين الشمال والجنـوب...  ! إذن كيف لا تتجدد في أمريكـا الحرب الأهـليـة؟ وكيف يمكن لهذا الصراع اليومي أن يقود في نهاية المطاف في التجانس؟ لعـل في هذه المشاهد بعض الإجابة.
الشيطان و... القاضي
          روبرت جيمس هـوارد شاب أمريكـي عمره 24 سنـة، خطف سيـارة مع صاحبهـا، فقبضت عليـه الشرطة، وحكمته المحكمة 10 سنوات سجناً.
          وقف هـوارد في قاعة محكمة الاستئناف، منتصف أكتوبر الماضي، أمام القاضي وقال: يا سيدي، أريد أن أعبدالشيطـان، ولكن سلطـات السجن تمنعني من ممارسـة طقوس العبادة. بينما تسمح بها للمسيحيين، وللمسلمين، وللبوذيين، وحتى لعبدة النار... وسـأله القاضي: وهل تحتاج هذه الطقوس إلى سفك الدماء، أو ممارسة أعمال العنف؟
          رد الشاب: لا يـا سيدي. إن ما أحتاج إليه فقط شمعة وعباءة سوداء.
          وهنا تدخل مسئول الأمن بالسجن، فقال: إن هذه الأدوات خطـرة، ويمكن أن تستخـدم للإخـلال بالأمن. وعلق القـاضي: ولكن هـذه الأدوات نفسهـا تستخـدم على حـد علمي في طقوس العبـادة لدى الآخرين... والمادة الأولى من الدستور تضمن حقوق العبادة للجميع... وإذا كان بعضهـم يكره الشيطان، فإن هنـاك وسائل كثيرة لـلإقناع والمحاورة، ولكنها بالتأكيد لا تتضمن العنف ولا الإكراه..  
          ... وأمر القاضي سلطـات السجن بتزويد السجين بالشمعة والعباءة السوداء، كي يرتاح مع شيطانة من دون أن يسيء للآخرين.
          هذا على صعيد الولاية المحليـة، أما على المستـوى القومي فإن الحزب الجمهوري الذي عاد إلى السلطة، عبر الكونغرس، فهو يريد من الأمريكيين العـودة إلى الله، عبر السماح لهم بالصـلاة الصباحية في المدارس، وهو يقضي بتعـديل الـدستور. الحزب الـديمقراطي يعارض، ويرى هـذه الصلاة خرقا غير مبرر للدستور الـذي ينص على الفصل بين الدين والـدولة، ويطرح الديمقراطيـون كـما أوردت "واشنطن بوست" أسئلة من نوع: حسنا، أية صلاة سوف نوافق عليها. وإذا اتفقنا على نص "مسيحي" جامع وشامل لجميع الكنائس القائمة، أفلا نوافق إذن، على حق المسلمين في إقامة  صلاتهم الخاصة بهم صباحا، وهو ما يقضي بتوفير حمامات للوضوء، وأماكن خاصة للصلاة؟ وماذا عن الأفارقة - الكوبيين من أتباع "سانتماريا" الذين لا تكتمل صلاتهم إلا بعد التضحية بحيوان حي، سواء كان دجاجة أو خنزيرا؟ وماذا نقول للهنود الحمر، سكان أمريكا الأصليين، الذين سوف يصرون على إشعال النار والرقص حولها، وإطلاق سحابات الدخان وهو يرنو إلى السماء؟ هل نمنع هؤلاء وآخرين كثيرين غيرهم كي تقتصر الصلاة على المسيحيين  وحدهم... إذن ماذا يبقى غير أن ننصب محاكم التفتيش؟  
          وقضية الصلاة في المدارس، مع وجود مئات الألوف من الكنائس والمعابـد والمساجـد وآلاف الجامعات والمدارس، ومئات الإذاعـات وشبكـات التلفـزيون ووسائل الإعلام الـدينية، تكتسب بعداً قوميا وثقافيا، واجتماعيا لا يوفر أحداً، وبانتظار أن يحسم الكونغرس الأمريكي مسألة الصلاة في المدارس الرسمية، فإن الأمريكيين يتناقلون الحكاية التالية: "قال الرجل: إنني أعبدالله على طريقتي. ورد رجل الدين: أما أنا فأعبده على طريقته. ضحك الرجل، وقال: لن نختلف، ما دمت تقترع مرة واحدة... وعلى الطريقة الأمريكية".
الأسبان قادمون
          أمريكا أرض المهاجرين. المواطن الأمريكي الأصلي هو الذي الأحمر فقط. في العام الماضي دخل أمريكا 900 ألف مهـاجر بأوراق هجـرة شرعية. وحوالي 300 ألف تسللوا سباحة عبر نهر "ريو غراندي" الذي يفصل ولايـة تكسـاس عن المكسيك. في عام 1986 منحت الحكومة الجنسيـة الأمريكية لما يزيد على مليون متسلل غير شرعي... ولم يغضب أحد، لأن الجميع يستفيد من العمالة الرخيصة، ولكن حاكم ولاية كاليفورنيا قرر فجأة إعلان الحرب على المهاجـرين، أجـرى الحاكـم أخـيراً استفتـاء على اقتراح يـدعو إلى منع أبناء المتسللين من الرعاية الصحية، ومن دخول المدارس الرسمية، وإلى التبليغ عن كل مشتبـه بأنـه من المتسللين، وفـاز الاقتراح، وانطلقت الصرخة "الأسبان قادمون".
AMIGO
          "لا يمكنكم أن تغيروا شروط اللعبـة... كلنـا مهاجرون" قالتها القيادات الأمريكية المتحدرة من أصول أسبانية- يسمونهم هيسبانيك- ومعها القيادات السوداء، ومعها نقابة المعلمين في الولاية، ومثلها نقابة المحـامين وكـذلك الأطباء، ونزل أبناء "الأميغـو" إلى الشوارع، وطافوا في تظاهرات رفعت علم المكسيك، وشاهدت أمريكا كلها العلم المكسيكي يخفق في شوارع لوس أنجلوس... وأعلن الحزب الديمقراطي الحاكم في البيت الأبيض تأييده لمطالب المتظاهرين(!).
          أمـا المفـاجأة الحقيقيـة، فجـاءت من الحزب الجمهوري، إذ إن حاكم ولاية كـاليفـورنيا. جمهوري، ولكن أبرز قيادات هذا الحزب الوزيران السابقان وليام بنيت وجـان كـامب أعـربـا في سيل من التعليقـات والتصريحات والمقابلات أن المبادرة قد تؤدي إلى انقسام الحزب. كشف بنيت أن حاكم كـاليفورنيا كـان هو من طالب في العام 86 بدخـول ما يزيـد على 350 ألف "عامل زائر"  ليساهموا في مواسم القطاف في ولايته. وقال إن الحكومة الفيدرالية تربح ما يزيد على 25 مليار دولار، سنـويـاً من الضرائب التي يـدفعهـا هؤلاء العمال المهاجرون... المحكمة الدستورية العليا التي سبق أن أسقطت اقتراحـا ممـاثلا قدمته قبل سنـوات ولاية تكساس، هي من سـوف يفصل في القضيـة خـلال الشهور المقبلة. أما ولاية كاليفـورنيا فإنها ما زالت تذكر أن الأسبـان هم أول من أقـام مستـوطنـة فيهـا قبل وصول... المهاجر الأبيض.
          بالطبع هناك تمييز عنصري لدى كثيرين من البيض، وهناك مؤسسات فاشية بيضاء تعلن بصراحة أن هدفهـا هـو اقتلاع الأقليـات من كل الألوان والأجنـاس، و"تصفيتهم" إذا لم يتم طـردهم، ولكن المؤسسات التمثيليـة المنتجة، ما زالت هي من يحسم المسألة بقوة القانون- غالبا، ونادراً بقوة السلاح.
... وصراع الأجيال
          الكـاتب البريطاني (د. هـ. لورنس) عندما نشر روايته "آباء وأبناء" وكشف فيها عن قسوة الصراع بين الأجيـال، لم يخطر لـه بـالتأكيـد أن هذا الصراع سوف يتحول إلى حرب شوارع بين الآباء والأبناء أو بين الأجداد والأحفاد تؤدي إلى أن يفرض الآباء قانونـا يمنعون فيه حظر تجوال الأبناء في المدن. ولكن هـذا تماما ما يجري في أمريكا:
          لوريل بلدة صغيرة في ولاية ميريلاند لا يزيـد عدد سكـانها على 20 ألف نسمـة، لم تقع فيهـا خـلال السنوات الخمس الماضية إلا جريمة قتل واحدة، ومع ذلك، فقد اجتمع المجلس البلدي فيها قبل شهرين، وقرر حظر التجوال على المراهقين الذين لا تزيد أعمارهم على ست عشرة سنة. حظر التجوال خلال الأيام المدرسية يبدأ الساعة الثامنة صباحا وحتى الثانية والنصف ظهرا ومن الحادية عشرة ليلاً وحتى السادسة صباحا. أما في العطلات فإن حظر التجوال لا يسري إلا ليلاً.  
          المجلس البلدي وصف القرار بأنه "وقائي" بعد أن تزايـد معـدل الجريمـة بين الشبـاب في المقـاطعات المجاورة.
          مجالس الطـلاب لم تعترض على القـرار، قـال أحـد الطلبة "ربما كانت هناك عصـابات من الشباب تتجول ليـلا في الشوارع، ولكنهم أقلية، ولا بد أن يخضعوا لحكـم الأغلبية".
          مع "لوريل" هناك ألف مدينـة أخرى تفرض حظر التجوال. ومع ذلك، عندمـا حاول المجلس البلدي في العاصمة واشنطن التي ضربت أرقاما قياسية في نسبة الجريمة بين المراهقين، أن يفرض قرارا ممـاثـلا، سقط القرار أثناء الاقتراع، حيث وقف ضـده خمسة أعضـاء بينهم حـاكم المدينة مـاريـون باري. ووقفت ضده مؤسسات الحريات المدنية.
          أما في نيويورك التي أعلن اتحاد المتقاعـدين فيها أن معظم أعضـائه لا يجرؤون على الخروج ليلاً، خـوفاً من عصابات الشباب، فقد طورت بلديتهـا برنامجا لمساعدة هـؤلاء الكهول على التنزه ليلا، ويعتمد البرنامج على مجمـوعات من المتطوعين في كل حي، ومعظمهم من الشبـاب يقومـون بموافقـة الكهول في تنزهاتهم الليلية ويضمنـون سـلامتهم... وسـلامهم مع الأجيـال الطالعة.
لا للدولة... ونعم للميليشيات
          ولكن ماذا يحدث إذا قررت مجمـوعة أو حـزب أن تلغي الدولة، وأن تسقط الحكومة، ليس لتأخذ مكانها بل لتنسف فكرة الـدولة من الأسـاس؟ وماذا يحدث إذا قررت مجمـوعة أو حزب أن يحمل السـلاح لحـمايـة الديمقراطية التي تهددها الدولة؟
          الأسئلة لا علاقة لها بالنظريات بل هي من صلب الواقع. فالمفكر الاقتصادي "موراي روثباري" يكتب "الدولة هي مجموعة عصابـات...  " والكاتـب هو عضـو في مـدرسـة اقتصـادية تطلق على نفسها اسم "التحـرير" وترى أن "الرأسمالية الكـاملـة" لم يتم تطبيقها أبدا والسبب هو وجود الدولة، وبالتالي لا بد من إلغاء الدولة، وبعد ذلك، يمكن تشكيل هيئة مهمتها مراقبة تنفيذ العقود والفصل في المنازعات (!).
          "الرأسمالية الكاملة" مثل "الشيوعية الكاملة" تحلم بإلغاء الدولة، ولكن هذا الحلم بالرأسمالية الكاملة بدأ يأخـذ طريقه في التنفيـذ على أرض الواقع، فالحزب الجمهوري الذي فـاز بالانتخابات الأخـيرة في مجلسي النواب والشيوخ يضم عددا كبيراً من أعضاء مدرسة "التحرير" بينهم رئيس الأغلبية في مجلس النواب "ديك آرمي"، وحـاكم ولاية "مـاساشوستس" الجمهوري "بيل ديلد". كما أن هناك عددا مـن مراكز الأبحاث المحـافظـة تتبنـى نظـرية الرأسماليـة الكـاملـة، وفي طليعتهـا.. "مـؤسسـة كـاتـو" التي تقـوم بتزويـد الجمهوريين بالعتـاد الفكري في صراعهم مع خصومهم الأيديولوجيين.
          من هنـا يمكن أن نفهم التهديد الـذي أطلقـه السناتور جيمس هيلمز، عندما حذر الـرئيس كلينتون بأنه إذا أراد أن يزور ولايـة ساوث كـارولينا "فعليك أن تصطحب حراسك الشخصيين" وكـذلك تصريحات النـاطق باسم الأغلبيـة في مجلس الشيوخ "نيـوث غينغرش" الذي أثار عاصفة سياسية عنـدما قال "إن ربع العـاملين مع الـرئيس في البيت الأبيض كـانـوا يتعاطون المخدرات خلال السنوات الأخيرة.
          وبانتظار قيام "الجمهوريـة الفاضلة أو الـرأسمالية الكـاملـة" فإن" الجمهوريين يتسابقـون في احتلال المناصب الحكومية.
          أما الميليشيات المسلحـة التي كلفت نفسها بحماية الديمقراطيـة، فهي ميليشيـات علنيـة، وقد عرضت شبكة "سي. بي. إس" القومية فيلما عن التدريبات التي تقوم بها هذه الميليشيات على حرب الشوارع. وبدأ أعضاؤها مـدججين بالسلاح، كما قـامت الشبكـة بمقابـلات مع قياداتها، ومن بينهم رجـال دين. وقدر أحد الخبراء عدد أعضاء هذه الميليشيات بأنه يزيد على مائة ألف مسلح، ينتشرون في أكثر من 20 ولاية. وأن مهمتهم هي الانقضاض على الحكـومة إذا ما تحولت إلى "سلطة مستبدة" (!). والأهم أن الحكومة لا تطاردهم وتحترم حقوقهم الدستورية.
          هذه المشاهد الأمريكية تكشف أن التعددية والصراع هما قاعدة التطور، وأن وجـود المؤسسات المنتخبة هو ما يمنع إلغاء الـذاكرة الجـماعية للناس، أما هذه الزمجرة اليـومية عن الـوحـدة والتجـانس في بعض دول العالم الثالث، فهي لن تؤدي إلا لأحد طريقين: إما تعزيز المؤسسات العسكرية والبوليسية لفرض هـذا التجانس عبر تصفية الآخر وإلغائه. وإما حروب أهلية تدوم إلى الأبد وتحمل فوق شواهد قبورها صفحـات من كتاب "الضحك والنسيان"... لعل أجيـالا مقبلة تعيـد قراءتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق