الخميس، 29 أغسطس 2013

"المطلوبون في لبنان ١٤ ألفا، بينهم ١١٠٠ يطالهم الحكم بالإعدام"



"المطلوبون في لبنان ١٤  ألفا، بينهم ١١٠٠  يطالهم الحكم بالإعدام".

الأرقام اطلقها كمال جنبلاط عام 1970 والعهد في مطلعه. اليوم لا حاجة ان نشير إلى مقدار الزيادة بعد ان استتب الأمن الى هذا الحد، وصار العميد ينصح الناس ان لا يخرجوا بزوجاتهم ليلا!

هذا عن »طفار« الاحياء المغلقة والجبال، اما عن السجناء فلم تتوفر الاحصاءات عن عددهم بعد، بسبب ان هناك سجناء في التوقيف (الاحتياطي وخلافه)! وسجناء في الاستئناف، وسجناء في التمييز، وسجناء مع وقف التنفيذ، وكل هؤلاء ما زالت المحاكم تنظر في أمرهم... وهم كثيرون.

المهم، اولئك المطلوبون، وهؤلاء السجناء كانوا موضوع حوار في نهاية الاسبوع الماضي، بين النواب ابو فاضل، مرعبي، دكاش، حرب ووزير الداخلية، ووعد النواب في نهاية الحوار بتقديم مشروع قانون يسهل استسلام المطلوبين ويعفو عن السجناء.

وهذه خطوة لا شك يشكر عليها النواب الاربعة جملة وتفصيلا.
وليس السبب، كما قد يتبادر للذهن، نوبة من الشفقة تنتابنا على المساجين في »زرائبهم«، ولا لفتة انسانية تلوينا امام بؤساء »هيجو« ومعذبي »تشيسمان« ولا نتعة صوفية تقلب خدنا الأيسر باتجاههم، رغم حماسنا لليسار!

ولكن ببساطة لأن من في الداخل من السجناء، ومن في المنفى من »الطفار« ليسوا اكثر اجراما، ولا أقل انسانية، ولا أشد بطشا، ولا اعتق في »الكار« ممن هم في الخارج... على العكس، ان القبض عليهم، وافتضاح أمرهم، يدلان على انهم من »الهواة«، بينما اصحاب الجرائم الكاملة، بل »النخبة« في عالم الجريمة، ما زالوا احرارا (تسرح وتمرح عيني) وكلنا يعرف مناصب هؤلاء ونفوذ هؤلاء، ولا حاجة لزيادة عدد الموقوفين واحدا بذكر الأسماء!
شوقي رافع
»السفير« 13/5/1974
العدد:7991
الصفحة:19

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق