الجمعة، 30 أغسطس 2013

النزاع العربي الاسرائيلي


في جزائر الستينيات، جيوش الاحتلال الفرنسي لم توفر أطفال الثوار، قتلتهم في القصبة ووهران والجبال. وقتل الأطفال كان نهاية السقوط لفرنسا. وانتصرت الجزائر.

في فيتنام صور الاطفال القتلى في الساحات والشوارع وحقول الارز ما زالت تلسع وجدان العالم، وكان هؤلاء الشهداء الصغار يعلنون مع كل قطرة دم تنزف من جراحهم الدافئة نهاية السقوط للهوس الاميركي. وانتصرت الفيتنام.

في انغولا وموزمبيق كانت حملات التأديب البرتغالية ترى في قتل الاطفال نوعا من الرياضة، وكان المرتزقة، باعتراف نشرته مجلة تايم لاحدهم، يصطادون السود الصغار كي تبقى مواسير اسلحتهم ساخنة فلا تصدأ! وبدأت نهاية السقوط للبرتغال قبل أسابيع وسوف تستمر.
في يمن الامامة، كان الطفل يؤخذ رهينة لدى الامام لضمان ولاء القبيلة، وكانت ثورة القبيلة تعمَّد بدماء اطفالها، وسقط الامام في اليمن.

في الكفير، النبطية، وعين الحلوة، اكثر من نصف عدد القتلى كان من الاطفال.
وهؤلاء لم يسقطوا صدفة، فقد سبقهم رفاقهم الصغار أثناء حملات التصفية المتعمدة على دروب دير ياسين وكفر قاسم وفي جنوبي لبنان.

»قانون المنعكس الشرطي« اخترعته فرنسا في الستينيات، لتبرهن ان الانسان حين يتعرض الى أقصى درجة من الرعب، وقمتها منظر طفله قتيلا، يتحول الى حيوان يخضع لردات الفعل فقط، ويكفي ان يسمع صوت طلقة او صاروخ او طائرة حتى يهرع مذعورا الى اقرب زاوية، تماما كما يفعل الحيوان حين يسمع فرقعة سوط المدرب!

ودفعت الجزائر مليون عربي كي ينتصر الانسان.
عروبة لبنان يؤكدها اليوم أطفاله، لبنانيين وفلسطينيين، الذين زفوا في »عرس الدم«! الى الشهادة كي ينتصر الانسان...
شوقي رافع
»السفير« 19/5/1974

العدد:7996
الصفحة:21

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق