الثلاثاء، 24 أبريل 2012

عندما ينتشر التطرف الأميركي في الداخل وعبر المحيطات، السوبر سالمون

التاريخ:

تقرير صدر مؤخرا عن أكاديمية العلوم الوطنية في أميركا يحذر ادارة الأغذية والأدوية من السماح بطرح الأسماك من نوع «سوبر سالمون» للمستهلكين في السوق، ليس لأنه يشكل خطرا على صحتهم، بل لأن هذه الأسماك المعدلة وراثيا، فصارت أكبر حجما وأسرع نموا وتكاثرا، يمكن لبعضها ان يتسرب بالصدفة خارج احواضه لينتشر في الانهار والبحيرات ويبلغ المحيط، وعندئذ فانه سوف يقضي على النوع الاصلي من السالمون، وربما على أنواع أخرى من المخلوقات البحرية.
ويؤكد التقرير ان «البيوض» قد تكون صغيرة اليوم، ولكن هذا لن يمنعها من ان تتحول إلى مخلوقات مفترسة غداً. وما يحدث في أميركا اليوم هو ان «بيوضاً» من هذا النوع بدأت تسبح في مياه 11 سبتمبر، وتنتشر إلى المحيطات لتفرض «السوبر سالمون» على باقي المخلوقات، أو.. تفترسها. ما يحدث في أميركا ونتابع معاً هذه الأصوات الأميركية: هيلين وايت المعلقة في هوارد نيوز تقول: يبدو الأمر الآن مختلفاً عن الستينيات التي كانت بحق سنوات البراءة، لقد خرجنا جميعاً نعارض الحرب في فيتنام، ولكننا الآن نصفق للحرب في افغانستان، كنا آنذاك نحب الآخرين، أما الآن فإننا نخشاهم، ودافعنا آنذاك عن الحقوق المدنية، ولكننا الآن نراها تتساقط كأوراق الشجر في الخريف من دون ان ننطق بكلمة، ومزّقنا وقتئذ بطاقات الخدمة العسكرية وبصقنا على الجنود العائدين من حقول القتل في جنوب شرق آسيا، أما الآن فإننا نمنحهم أكبر ميزانية عسكرية في التاريخ، ونصور عن بطولاتهم أفلاماً لا تنتهي، وكم تغيّرت أميركا حقاً بعد 11 سبتمبر. ويقول جورج ماكلولين من اتحاد الحقوق الوطنية في واشنطن: «خلال عام واحد مضى، منذ 11 سبتمبر، تمكنت ادارة الرئيس بوش من تمرير قرارات مظلمة في تاريخنا الحديث، ثمة اعتقالات تقع الآن على الشبهة، وثمة معتقلون يحرمون من الالتقاء بمحاميهم، وثمة قانون يطلق أيدي أجهزة الأمن في مراقبة مواطنينا، كنا نظن ان ذلك كله قد انتهى مع انهيار الديكتاتورية السوفييتية، ولكنه ظهر هنا، لقد انتصرت في الولايات المتحدة أكثر العناصر معاداة للدستور الأميركي ولحريات شعبنا وذلك بمساعدة شخص كان مجهولاً لدى أغلبنا حتى عام واحد مضى: أسامة بن لادن». قضية حياة أو موت أما «كال توماس» المحلل في شبكة تلفزيون «كلوب سفن» التابعة للكنيسة الاينانجليكية، فإنه يقول لمشاهديه: «اننا لم نذهب لقتل المسلمين المتطرفين، لقد أتوا هم لقتلنا، ولا ادري لماذا يمتعض البعض من ذهابنا إليهم أولا، إن ذلك هو السبيل الوحيد لمنعهم من قتل المزيد من المدنيين الأميركيين، علينا ان نتعقبهم في كل مكان، لقد اصبح هذا الأمر الآن قضية حياة أو موت». ويضيف المعلق «دوف جولدشتاين» في مجلة ناشيونال ريفيو الأميركية: «ان علينا ان نعيد بناء قواتنا المسلحة، وان نزودها بكافة احتياجاتها، ثم علينا ان ننطلق في اثر أي نظام او مجموعة تهدد أمن الولايات المتحدة في أي مكان من العالم ومن دون تردد او انتظار، اذ لدينا اقوى جيوش العالم وعلينا استخدامه لتأديب من يتجرأون على تهديد امننا. هذه هي الفلسفة التي يتعين على أميركا ان تعتمدها بعد 11 سبتمبر». الحكيم بريزنسكي اذن فان «السوبر سالمون» يكبر وينتشر، ويهدد الحياة على الطريقة الاميركية قبل سواها، ومثلما حذرت اكاديمية العلوم الوطنية من اخطاره المقبلة فإن المستشار السابق لشئون الامن القومي الاميركي زبيغنيو بريزنسكي يطلق تحذيراً مماثلاً، فيكتب في «نيويورك تايمز»: «لقد كان الرئيس بوش حكيما عندما تجنب المماثلة بين الارهاب والاسلام عموماً، وحرص على تأكيد عدم ادانة الاسلام ذاته بتلك الجرائم، لكن بعض مؤيدي ادارته كانوا اقل حرصاَ على توضيح الفرق، اذ اعتبروا ان الثقافة الاسلامية عموما معادية للغرب، خصوصاً للديمقراطية، ما اوجد تربة صالحة لتنامي الحقد الارهابي على اميركا.. والواضح ان سياسة اميركا في الشرق الاوسط هي الدافع الرئيسي للحقد الموجّه الى اميركا.. ومع ذلك نجد في اميركا رفضاً لمواجهة الابعاد التاريخية المعقدة لهذا الحقد». السالمون يخرج الى المحيط وماذا يحدث عندما تفقس بيوض هذا «السوبر سالمون» وتنتشر يرقاته المفترسة في المحيطات؟ نائب الرئيس الايراني محمد علي ابطحي، يقول في حوار مع وفد فرنسي زار طهران، «طلب مني البعض رؤيتي عن ابن لادن، فقلت لهم انه افضل متعاون مع بوش، فالاثنان يستخدمان خطاباً واحداً، ويقفان عائقاً امام تعددية الاسلام وسماحته، ان الاميركيين، بدلاً من مساعدة المثقفين المسلمين لكي يقدموا الوجه الحقيقي للاسلام التعددي ارتكبوا سياسة عدوانية وارهابية في المنطقة وساعدوا ودعموا سياسة سحق الشعب الفلسطيني.. نحن قلقون على الفلسطينيين وعلى الاسلام التعددي الحضاري». وهو قلق مشترك بين السالمون الطبيعي الاميركي المحافظ على موروثه وبين المسلمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق