الاثنين، 27 فبراير 2012

حروب لم يعرف التاريخ لها مثيلا

مجلة العربي، الأربعاء 1 يونيو 1994  22/12/1414هـ /العدد 427
للمرة الأولى في التاريخ المعروف للبشرية تنجح دولة في خفض درجة حرارة المناخ فيها بمقدار 3 درجات، وللمرة الأولى أيضا في التاريخ المعروف للبشرية، يتم اغتيال بحر عمدا، وعن سابق تصور وتصميم.. ويا أصدقاء البيئة اتحدوا في مواجهة النفط (!).
         قال الصحفي الكندي إنه جاء من بلاده موفدا من قبل مجلة "بيئتنا" ليكتب تحقيقا عن نجاح دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الخمس عشرة سنة الماضية، في خفض حرارة المناخ فيها بمقدار 3 درجات، قال الصحفي الكندي وكان يزور جامعة مدينة العين في دولة الإمارات في الآونة الأخيرة:
         "لم يحدث فيما هو معروف من التاريخ أن استطاع الإنسان بجهد إرادي وبتخطيط مسبق أن يقوم بترويض عوامل البيئة إلى هذا الحد، خاصة أن العالم يعيش اليوم في ظل كابوس "ثقب الأوزون" الذي يزيد من حرارة الأرض.. إن هذه التجربة في غرس ما يزيد على 60 مليون شجرة بينها 15 مليون نخلة لتغيير عوامل المناخ تستحق بالتأكيد أكثر من دراسة".
         وهذه العلاقة الحميمة والتاريخية مع البيئة تكشف أبعاد المأساة التي اجتاحت أهل الإمارات رسميا وشعبيا، نتيجة الكارثة البحرية التي تعرض لها الساحل الشرقي للدولة يوم "الأربعاء الأسود" عندما اصطدمت ناقلة النفط البنمية "سيكي" مع الناقلة "بيتونة" يوم 30 مارس (آذار) الماضي، على بعد حوالي 9 أميال من شواطئ إمارة الفجيرة المطلة على بحر عمان لتقذف الناقلة الأولى وعلى مدى ثلاثة أيام بحوالي 16 ألف طن من النفط الخام، أي 115 ألفا و 200 برميل من النفط الأسود، انتشرت على مساحة 40 كيلو مترا من الشواطئ، وبعمق نصف متر داخل الرمال.
         وكانت الناقلة "بيتونة" التي ترفع علم الإمارات فارغة.. وهو ما يرسم أبعادا أخرى لكوارث محتملة. وبحر عمان هو حزام الأمن والمدخل إلى بحر الخليج العربي، والتيارات الباردة تدخل الخليج عبر هذا البحر، ومن هنا يعتبر الخبراء أن بحر عمان والخليج يشكلان وحدة بحرية متكاملة، وهو ما يعيد فتح ملف البيئة في الخليج، لنكتشف عبر صفحاته أن هناك عملية اغتيال منظمة ومدبرة وسافرة لواحد من أجمل الخلجان على ظهر البسيطة، ولا مجال للمصادفة هنا، حتى عندما تصطدم ناقلتا نفط (!)، لأن البحر عندما يتحول إلى مرآب للناقلات، فإن الاصطدام محتوم، ولا بد بالتالي من توفير الاحتياطات الكافية لحصر الأضرار متى وقعت الكارثة.
         وهنا بعض الأرقام السوداء التي ما زالت تختزنها ذاكرة خليج الخير:
         - عام 1980 وقع حادث في حقل الحصبة في السعودية تسرب نتيجته حوالي ألف برميل من النفط، انتشرت على الساحل الغربي للبحرين.
         - بعد عدة أشهر، وفي ليلة الميلاد من العام نفسه، جنحت ناقلة النفط الليبيرية "فـورتشن" غرب مدينة دبي في الإمارات، نتج عنها تدفق 5 آلاف و 500 طن، أي ما يعادل حوالي 40 ألف برميل من النفط الخام في مياه الخليج.
         - في عام 1982 غرقت إحدى السفن اليونانية في خليج عمان، كمية النفط المتسربة منها غير معروفة.
         - في مارس (آذار) 1983 اصطدمت إحدى السفن بمنصة نفط بحرية تابعة لإيران، وفي إبريل (نيسان) من العام نفسه قصفت طائرة هيلوكوبتر عراقية حقل نوروز البحري التابع لإيران أيضا، وبالنتيجة تدفق من 150 ألفا إلى 200 ألف برميل خام من النفط في مياه الخليج، وانتشرت على سواحل البحرين، وقطر، ودبي، وتوقف العمل في كثير من محطات تحلية المياه في دول الخليج كلها باستثناء عمان.
         - في يناير (كانون الثاني)1991 قامت قوات الاحتلال العراقي في الكويت بضخ النفط إلى البحر من الكويت، وهو ما أدى إلى تدفق كميات هائلة من النفط تختلف حولها التقديرات ولكنها لا تقل عن 10 ملايين برميل تدفقت في البحر، و 20 مليون برميل شكلت بحيرات نفطية.
         يضاف إلى هذه الكوارث التي لم يحدث لها مثيل في التاريخ المعروف للبشرية، ما يورده الباحث السعودي أحمد خليفة الحمادي في دراسة عن "البيئة الخليجية"، وقد نالت جائزة راشد بن عميد للثقافة والعلوم، يقول الباحث إن 100 ناقلة نفط تعبر مضيق هرمز يوميا، وأن هذه الناقلات تلقي بما نسبته واحـد بالمائة من حمولتها في البحر عن طريق التوازن، واستنادا إلى دراسة قدمت إلى المكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة "فإن هذه الناقلات تلقي يوميا حوالي 82.023 طنا في مياه الخليج "، أي بما يصل إلى 285 ألف برميل سنويا، وهذا الرقم يمثل أعلى معدلات التلوث النفطي في العالم.
         .. وكل هذا النفط يلقى في بحر شبـه مغلق، لا تزيد مساحته على 24 ألف كيلو متر مربع، ومعدل عمقه الوسطي لا يزيد على 38 مترا، مزروع بـالمنصات النفطية، ويتناوب عليه التلوث عبر عمليات التنقيب والإنتاج والمخلفات الصناعية والبشرية..
حديث الملح
         .. ثم يأتي حديث الملح:
         يكشف تقرير أعدته منظمة الخليج للاستشارات الصناعية في نهاية عام 1992 أن طاقات محطات تحلية المياه في دول مجلس التعاون الخليجي تمثل حاليا أكثر من 60 في المائة من طاقات التحلية الإجمالية في العالم، ويحدد التقرير عدد الوحدات الخاصة بالتحلية والقائمة في تلك الفترة بأنها تزيد على 1652 وحدة، وأن طاقتها الإجمالية تبلغ 6 ملايين و 640 ألف متر مكعب في اليوم الواحد.. وتُستهلك المياه، أما الملح فيبقى في البحر، وهذا البحر كما تقول الدراسات يحوي أعلى نسبة ملوحة في البحار غير الميتة في العالم، بينما نسبة الملوحة لا تزيد على 30 ألفا في المليون في بحار العالم، فإن هذه النسبة ترتفع لتصل إلى 70 ألفا في الخليج.
         وما بين الملح والنفط يتعرض الخليج لعملية اغتيال لا تستهدف حياة الأسماك والحيوانات المائية فيه فحسب، بل حياة الإنسان الخليجي نفسه الذي يعتمد عليه لتأمين معظم مياه الشرب.. وتكفي الإشارة إلى أن محطات تحلية المياه في إمارة الفجيرة كانت تتوقف عن العمل ليلا، بعد تسرب النفط من الناقلة "سيكي". ماذا يحدث عندما يقع التلوث البحري؟ هنا نماذج من الغرب:
         - في أمريكا يقول الكتيب الخاص بالصيادين الهواة: "تستطيع أن تصطاد أكثر من سمكة، ولكن حذار أن تأكل أكثر من واحدة، لأن الأسماك المحلية تحمل كميات من الزئبق"، أما في بريطانيا فإن الكتيب يقول: "هناك 33 نهرا وبحيرة وخليجا يمكن أن تصطاد السمك منها، ولكن حذار أن تتناول سمكة كاملة بمفردك يزيد وزنها على كيلو جرام واحد، لأنها قد تصيبك بالتسمم، والأفضل أن تتناولها مع ثلاثة على، الأقل من أفراد الأسرة.. ". وتتفق بريطانيا مع أمريكا على أنك تستطيع أن تتناول الأسماك المحلية، من أنهار وبحيرات وخلجان محددة، مرة واحدة في الأسبوع.. وما ينطبق على الأسماك ينطبق على البط والطيور البرية، شرط ألا تزيد حصتك الغذائية على بطة واحدة طوال العام (!).
         .. ومع أن هذه الصور والوصايا تبدو أقرب إلى الكاريكاتير إلا أنها واقعية، كما يعرف كثيرون ممن جربوا العيش على شواطئ الأطلسي من الناحيتين، فالتلوث لم يعد "فضيحة" يمكن إخفاؤها أو التعتيم عليها- مع أن بعضهم يحاول- بل حقيقة يومية لابد من التعامل معها وحصر أضرارها والبحث عن أفضل الوسائل للحد من أخطارها، والمشكلة أن التلوث لا يظهر أمام الضحايا حقيقة عارية، ولكنه يتخفى خلف أقنعة شتى، فهو في أحسن الأحوال يقضي على الأحياء المائية في الأنهار والخلجان وعلى الشواطئ، أما في أسوئها فإنه يتسلل إلى تلك الأحياء المائية ويقيم داخلها ويدخل في دورتها الغذائية، ويصبح جزءا من نظام حياتها، وعندما يتناول الإنسان وجبة من تلك الأحياء المائية فإنه يحفر قبره ومعه آخرون بيديه دون أن يدري، وهو ما حدث مثلا في اليابان في شهر مايو (آيار) عام 1956، عندما سقط 45 شخصا دفعة واحدة قتلى بالتسمم، وأصيب 71 آخرون بأمراض خطيرة نتيجة لتناولهم طعاما بحريا من خليج "مينا ماتا" حيث كان أحد المصانع- وهو يقع على الخليج- يصرف نفاياته، التي تحتوي على كميات من الزئبق، في المياه، ولم يدرك القائمون على المصنع في تلك الفترة أن تلك المخلفات تحوي مركبات مستقرة وثابتة لا تتحلل في البحر بل تتراكم ويزداد تركيزها مع مرور الزمن، وتدخل ضمن السلسلة الغذائية في البيئة البحرية إلى أن تتحول إلى وجبة قاتلة تحصد ضحاياها بالجملة.
البحر الآمن والأمن القومي
         في منتصف السبعينيات أرسلت الأمم المتحدة بعثة خاصة تابعة لبرنامج البيئة، وبعد دراسات وأبحاث قامت بها البعثة، أصدرت تقريرا حذر بشكل حاسم "إذا لم يتم اتخاذ إجراءات استثنائية لتقليص حجم التلوث، خاصة الناجم عن تسرب النفط ومشتقاته، فإن النتيجة سوف تكون كارثة لن تستثني واحدة من الدول المطلة على الخليج".
         .. ومع أن الكارثة وقعت إلا أنها لم تتم فصولا بعد، ويمكن ربما منع اكتمالها عبر استعراض أبرز الحلول، ومن بينها:
         - تحويل الخليج إلى بحر آمن قياسا إلى سوابق الأمم المتحدة في تحديد "مناطق آمنة" يلجأ إليها السكان، وتكون تحت حماية الأمم المتحدة، وهذا الاقتراح ليس جديدا، ففي عام 1973 عقد المؤتمر العالمي لمنع التلوث من السفن، وأقر أن يكون كل من البحر الأبيض المتوسط وبحر البلطيق والبحر الأسود بحارا آمنة تطبق فيها شروط استثنائية لمنع التلوث، ويمنع لأي سبب من الأسباب إلقاء النفط ومشتقاته في مياهها. واشترط المؤتمر على الدول المطلة على هذه البحار بالمقابل أن تقوم بتجهيز مرافئها النفطية وأحواض تصليح السفن فيها بأحدث المعدات الكفيلة بالتدخل السريع لحصر أضرار أي تسرب نفطي، وقد اقترحت بعض الدول إضافة بحر الخليج وبحر عمان إلى البحار الآمنة غير أن مندوب شاه إيران في ذلك الوقت اعترض، لأن الناقلات- على حد زعمه- تصل الخليج من مسافات شاسعة، تكون خلالها قد تخلصت من نفاياتها النفطية، وهي لا تحمل إلا المياه، وبالتالي ليس هناك ضرورة لتحميل دول الخليج نفقات باهظة لتحديث مرافئها (!).. وسقط الاقتراح.. وبقي بحر عمان وبحر الخليج مناطق غير آمنة مستباحة لقراصنة التلوث.
         تنهي الدكتورة بدرية عبدالله العوضي دراسة عن "التشريعات البيئية في دول الخليج" نشرت عام 1992 بعدد من التوصيات، منها:
         "توسيع مفهوم الأمن القومي ليشمل الأمن البيئي في دول الخليج للحد من العدوان على البيئة ومواردها الطبيعية من ناحية، ولمواجهة التطورات الحديثة في مجال التكنولوجيا من ناحية أخرى".
         أما في زمن الحروب فتقترح الدكتورة العوضي "ضرورة تعديل النصوص البيئية في البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف لعام 1949 لضمان حماية فاعلة للبيئة والموارد الطبيعية أثناء النزاعات المسلحة، واعتبار العدوان على البيئة من جرائم الحرب، لأن الدمار البيئي يضر بالبشرية جمعاء، مما يستوجب مساءلة الدولة التي تستخدم البيئة أو الثروات الطبيعية سلاحا في زمن الحرب ". وهذه الحلول تبقى حتى اليوم نظرية، لأن المشكلة الحقيقية هي أن البيئة ليست هما شعبيا، بل هي من اختصاص النخبة، وهي ليست هما يوميا بل موسميا، يطفو مع الأسماك والحيوانات المائية كلما طفت ميتة على الشواطئ، وهي ليست هما سياسيا لأن أحزاب الخضر لا تشغل اهتمام ممثلي الشعب المنتخبين أو المعينين، وهي ليست هما تربويا لأن الكتب المدرسية التي تطرح قضايا البيئة على الطلاب هي شبه معدومة، وأخيرا إنها ليست هما دينيا، لأن العاملين في وزارات الأوقاف وخطباء المساجد لا يتناولون قضايا البيئة إلا نادرا، مع أنه ورد في محكم كتابه المبين وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون..
         وبالتأكيد فإن الاهتمام بالبيئة هو أبلغ آيات الشكر.
الخليج كما رآه القزويني:بحر مبارك كثير الخير
يسكنه اللؤلؤ والسمك و.. الجن
         يروي الإمام العالم زكريا بن محمد بن محمود القزويني " 600- 682 هـ"، في كتابه عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات عن بحر الخليج، ما يأتي: "هو شعبة من بحر الهند الأعظم، من أعظم شعبها، وهو بحر مبارك كثير الخير، لم يزل ظهره مركوبا، واضطرابه وهيجانه أقل من سائر البحار.. قال أبوعبدالله الحسيني: خص الله تعالى هذا البحر بمزيد من الخيرات والفوائد والعجائب فإن فيه المد والجزر وغزارة الماء، فإن الماء فيه من سبعين ذراعا إلى ثمانين، وفيه مقاصي اللؤلؤ الجيد البالغ الذي لا يوجد مثله في شيء من البحار، وفي جزائره معدن العقيق وأنواع اليواقيت والسنبادج ومعادن الذهب والفضة والحديد والنحاس وأنواع الطيب والأقاويه، وفيه "الدردور" أيضا الذي لا ينجو منه شيء من المراكب إذا وقع فيه إلا ما شاء الله، وفيه "عوير وكثير"، وهما موضعان قلما يسلم منهما مركب".
         وعن جزر هذا البحر، يروي القزويني:
         "منها جزيرة خارك، بها معادن اللؤلؤ، ذكر البحريون أن صدف الدر لا يوجد إلا في بحر تصب فيه الأنهار العذبة، فإذا أتى وقت الربيع يكثر هبوب الرياح وارتفاع الأمواج، فتحمل رشاشات من بحر أوقياس وفيه ماء شبيه بالزئبق، لزج مثل الغراء، فيتولد منه الدريان، تقع  تلك الرشاشات في محل الصدف فيلتقمه الصدف كما يلقم الرحم المني، فربما وقعت فيه قطرة كبيرة فتنعقد درا كبيرا، وربما تقع رشاشات فتنعقد منها أجزاء صغار..
         ومنها جزيرة جاشك، وهي بقرب جزيرة قيس، لأهلها خبرة وصبر على الحركة في الماء، فإن الرجل منهم يسبح في الماء أياما كثيرة وهو يجالد بالسيف كما يجالد غيره على ظهر الأرض، وسمع من غير واحد أن بعض ملوك الهند أهدى إلى بعضهم جواري هنديات في مراكب، فوقع شيء من تلك المراكب إلى هذه الجزيرة فخرج الجواري يتفسحن في الجزيرة فاختطفتهن الجن وافترستهن فولدت هؤلاء الذين بها، فلذلك فيهم من الجلادة ما يعجز عنها غيرهم "..
         ويعقد القزويني فصلا عن حيوانات هذا البحر يروي فيه: "قال صاحب عجائب الأخبار: في هذا البحر طائر يقال له "فنون " وهو مكرم لأبويه، وذلك أن هذا الطائر إذا كبر وعجز عن القيام بأمر نفسه اجتمع عليه فرخان من فراخه، يحملانه على ظهرهما إلى مكان ويبنيان له عشا وطينا، ويتعاهدانه بالماء والعلف، ذكروا أن الله تعالى أكرم هذا الطائر بأن سخر له البحر، فإنه إذا باض سكن البحر أربع عشرة ليلة حتى تخرج فراخه في هذه المدة اليسيرة، والبحريون يتبركون به فإذا كان أول سكون البحر علموا أن هذا الطائر قد باض..
         ومنها سمكة وجهها كوجه الإنسان وبدنها كبدن السمك وعلى وجهها نقط وتظهر على وجه الماء.
         ومنها الكوسج، وهو نوع من السمك شر من الأسد في الماء، يقطع الحيوان بأسنانه كما يقطع السيف الماضي، ورأيته، وهو سمك مقـدار ذراع أو ذراعين وأسنانه كأسنان الإنسان، وإذا أدرك سمكة كبيرة قطعها، وإذا أدرك آدميا قتله أو قطع يده، أو رجله، فإنه نائبة عظيمة في هذا البحر. ومنها سمكة مدورة، ذنبها أطول من ثلاث أذرع، وعلى وسط ذنبها شوكة معقفة شبه كلاّب وهي سلاحها تضرب به.. ولها منخران على ظهرها وفم على بطنها وفرج كفرج النساء، والبحر لا تحصى عجائبه..".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق