الجمعة، 30 أغسطس 2013

هشام حسيني ١٤ عاما، سقط في ترشيش قتيلا

 »السفير« 24/9/1974 شوقي رافع

هشام حسيني ١٤ عاما، سقط في ترشيش قتيلا، هشام لم يكن حزبيا، لم يقرأ عن الفاشية والاممية، ولم يستعمل في مدرسته سوى القلم... وسقط وهو يحلم بعالم يحبه الاطفال.

مصرع هشام لم يكن صدفة، ودماؤه لم تذهب هدرا، موته اشارة، واصابعه البريئة تمتد على شواطئ بحيرة الدم، لتحذر وتنذر: في عالم يقتل فيه الاطفال، وتحل الطلقة مكان الكلمة، وتستبدل فيه الاغاني بالرصاص، لا مكان للحياة ولا للامل ولا للمستقبل.

من هو المسؤول، ليس هذا هو السؤال، كلنا مسؤولون، لاننا في النهاية، كلنا ندفع الثمن، والرصاص عندما ينطلق لا يميز بين رجعي او تقدمي، ولا بين امرأة او رجل او طفل، الرصاص عندما يطلقه ابناء البلد الواحد على صدور بعضهم هو بالضرورة رصاص عدو.

لماذا قتل هشام؟
الميليشيا، ضغط الازمة الاقتصادية، غربة المواطن عن الدولة، التهويل بالسلاح والكلمات امام الافلاس الجماهيري، كلها أسباب تساهم في جعل الجريمة أعلى مراحل الحوار السياسي، وتترك المواطن لقمة سائغة بين انياب قلق يحاول اخفاءه بالسلاح، ونسيانه في احتفالات النار.
»الزار« الافريقي كانت القبائل تلجأ إليه ايام الاستعمار، فترقص حتى الاغماء للخلاص من المس الذي يزرعه فيها الاضطهاد اليومي.

الاضطهاد هل يحول اللبنانيين الى قبائل ممسوسة، تمارس »زارها« على انغام الرصاص وانين الجرحى وحشرجة المحتضرين؟

وهل يتحول لبنان من اسم لوطن الى اسم لمرض؟

اسئلة لا بد ان نفكر جميعا بالاجابة عنها قبل ان ينجح صيادو الاطفال في جعل لبنان كله ترشيش كبيرة يخيم الموت فوق ربوعها الخضراء؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق