سألت إذاعة “بي. بي. سي” الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون: ما هي أفضل طريقة لمكافحة الإيدز أيها السيد الرئيس؟ فأجاب: الإخلاص في الحياة الزوجية.
ولا أعرف ما إذا كان المذيع قد ابتسم عندما سمع الإجابة، وعلى أية حال لم تكن تلك المفارقة الأولى التي تترافق مع انعقاد المؤتمر العالمي لمكافحة الإيدز في مدينة نيومكسيكو. فقد نشرت مجلة “لانسيت” العلمية تقريراً لمناسبة المؤتمر أشارت فيه إلى أنّ مجموعات من الأطباء تعمل حالياً على إنتاج دواء جديد يمنع انتشار وباء الإيدز الذي حصد في العام الماضي وحده مليوني ضحية، ويتكون الدواء من حبّة يمكن أن يتناولها الرجل أو المرأة، قبل الممارسة الجنسية، وتمنع انتقال العدوى من أحد الطرفين إلى الآخر. وتشمل التجارب على هذا الدواء ٢٤٠٠ مدمن مخدرات عن طريق الإبر في تايلاند، و 3 آلاف شاذ جنسياً، و١٢٠٠ امرأة ورجل مصابين بالإيدز، وأخيراً ٩٨٠ امرأة في جنوب إفريقيا تجرى عليهن تجارب تستبدل الحبّة بمعجون يدهن به المكان الحسّاس في المرأة.
بالطبع فإن كثيرين في كل أنحاء العالم سوف يكونون آخر من يشعر بالسعادة إذا نجحت شركة “بفايزر” في إنتاج الدواء الموعود، لأنه سوف يكون, كما يعتقدون ، جواز مرور إلى سادوم وعمورة، أما شركة “بفايزر” فإنها لن تحتاج إلى تطوير علاج لمرضى الإيدز، وسوف تكتفي بمبيعاتها من هذه “الحبة” للأصحاء، وعددهم بالطبع لا يقارن بنحو٥٠ مليوناً يحملون جرثومة الإيدز، خاصة وأن الحبّة تخدم لمرة واحدة.
أما المفارقة الثالثة التي رافقت المؤتمر هذا الأسبوع، فقد أطلقتها أكثر المطبوعات انتشاراً في إيطاليا، وهي “لاستامبا” عندما كشفت في عددها (أمس الأول) الثلاثاء عن أن إيطاليا هي عاصمة تبادل الزوجات، وقالت الصحيفة في تحقيق مطوّل إن ما يسمى “الفيدرالية الدولية لحماية الحقوق والحريات” تملك ما يزيد على٢٠٠ نادٍ خاص، يتم فيها تبادل الزوجات، بعد العشاء، وأحياناً في أثناء العشاء، وإن هذه الفيدرالية لديها ٥٠٠ ألف عضو، ولكن قد يكون هذا الرقم قمة جبل الجليد فقط، لأنه في الواقع ربما يصل إلى مليونين، أي ربع عدد البالغين المتزوجين في إيطاليا.ومن المعروف أن تعدد العلاقات خارج إطار الزوجية هو الحاضنة الأكثر دفئا لجراثيم الإيدز .
أما أبرز التعليقات على هذه الفضيحة، فقد وردت في صحيفة “الأندبندنت” البريطانية، عندما كتب مراسلها في روما: “لا تثير هذه الفضيحة الكثير من الاستغراب في إيطاليا، لأن رئيس الوزراء شخصياً سيلفيو بيرلسكوني كاد يدفع بزوجته الجميلة فيرونيكا إلى أحضان رئيس وزراء الدانمارك علناً، عندما وقف في شارع المال في روما، وقال أمام مئات الإعلاميين: إن رئيس وزراء الدانمارك راسموسن هو أكثر رؤساء الوزراء جاذبية في أوروبا، وأعتقد أنني سأعرفه إلى زوجتي، لأنه أكثر جاذبية حتى من كاسياري”.
أما كاسياري فهو عمدة مدينة البندقية التي قالت شائعات إن بينه وبين زوجة بيرلسكوني علاقة غرامية.
حسناً، تبقى مفارقة أخيرة ترافق المؤتمر العالمي لمكافحة الإيدز، وهي أنه بينما تتبارى الحكومات والمؤسسات في الكشف عن أعداد المصابين في كل مدينة ودولة للمساهمة في طرح حل لمكافحة المرض، فإن وزارة الصحة في الإمارات مازالت تعتمد سياسة “الأسرار العسكرية” في الكشف عن عدد المصابين، ولعل الإمارات هي الدولة الوحيدة في العالم، بعد الفاتيكان، التي لم يدخلها هذا المرض، وهو أمر يدعو إلى الاطمئنان، إذ لا حاجة إلى توعية الناس بمشكلة ليست موجودة(!).
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق