الجمعة، 28 أكتوبر 2011

الحب في زمن البورصة

“أي شي أغلى من الحب؟ إنه نادر ويصعب الحصول عليه وهو قابل للكسر وبالتالي فإنه يدخل في علم الاقتصاد الذي يعتمد دراسة الموارد والخدمات النادرة”.. هذا ما كتبه بن شتاين، أستاذ الاقتصاد في صحيفة “نيويورك تايمز” الأحد الماضي، وكشف فيه عمّا يسمى “اقتصاد الحب”، باعتبار أن الحب سلعة يتم تداولها في سوق الأسهم.

تعليقات القراء: 2

  1. من قبل فاروق محمدبتاريخ أغسطس 1st, 2008 at 8:31 pmللأسف الشديد انه احيانا تستثمر في الاسهم الجيدة سنين طويلة ، وفجأة ترى بان السوق قد انهار وليس السهم ، فيهوى السهم لادنى مستوياته حاله كحال الحب في هذا الزمان !!
  2. من قبل عاشق فنجان القهوة
    بتاريخ أغسطس 16th, 2008 at 3:48 pmأشكرك أخي شوقي على هذا المقال الاقتصادي الرائع
    أعجبتني هذه العبارة:”..إن العائد من الحب يعادل تقريباً ما استثمرته فيه وما بذلته من جهد، فإذا استثمرت في الإخلاص والصبر والبعد عن الأنانية فإن العائد يكون من النوع نفسه شرط أن يكون الحب متبادلاً وليس من طرف واحد.”
    لكنني أعتقد أن الاستثمار في الحب (من الناحية المادية، و بحساب الربح و الخسارة) هو استثمار يخسر فيه الطرفان و برضاهما..
    لأن بورصة الحب لا لون فيها إلا اللون الأحمر =)
    تحياتي لك




المفارقة أن مسجات الحب في بلادنا الشرقية تكاد تتفق مع أستاذ الاقتصاد، ونقتبس منها: “لو حبّك تجارة يصبح العالم خسارة. تدري ليش؟ لأن من يشتريك ما يرضى يبيعك”.
ومسج ثانية: “القلب لك يا صاحبي شيك مفتوح.. سجّل من أرقام الغلا ما طرالك”.
هذا في المال والتجارة أما في التعامل مع الحب باعتباره سلعة نادرة، أو صفقة , فيقول صاحب إحدى المسجات: “إذا الغواص يحصل على لؤلو غالي.. فأنا حصلت على حبيبة..”. ويقول آخر: “سألت العسل مرة: وش فيك زعلان؟ قال حبيبك سرّق اسمي وأخذ طعمي”.
أما عن الربح والخسارة في هذه البورصة المفتوحة ٢٤ ساعة يومياً وعلى مدار العمر، فهناك الكثير، ومنها: “مستعد أخسر حياتي وأخسر الدنيا عشانك”. وأخيراً، هناك من يفتح سوقاً متكاملة للحب، مستخدماجميع المواد الأولية ,  فيقول: “لو حبّك سكر وغلاتك نسكافيه.. وشوفتك حليب.. لا تلوموني إذا أدمنت الكابوتشينو”.
حسناً أين تلتقي هذا المسجات الشبابية من بلادنا مع اكتشافات أستاذ الاقتصاد الأمريكي، وهو في الوقت نفسه مؤلف وممثل ومحام؟
يكتب بن شتاين: إن العائد من الحب يعادل تقريباً ما استثمرته فيه وما بذلته من جهد، فإذا استثمرت في الإخلاص والصبر والبعد عن الأنانية فإن العائد يكون من النوع نفسه شرط أن يكون الحب متبادلاً وليس من طرف واحد.
وينصح الباحثات والباحثين عن الحب القيام أولاً بأبحاث معمقة ودراسة جدوى، لأن الديكور في الطرف الآخر يمكن أن يخفي مخاطر الخسارة إلى أن تقع، ويحذّر من التعامل مع العلاقات الرخيصة، ويقارنها بالأسهم الزبالة (Junk)، ويقول إن الأسهم الجيدة تعطي عائداً مرتفعاً، أما أسهم الزبالة فإنها تقود إلى الإفلاس، ويؤكد أن العلاقات الرومانسية البعيدة المدى هي مثل الاستثمار الآجل مردودها شبه مضمون، وبالتالي فإن اللاعب المستعجل في الأسهم الذي يبحث عن أرباح ومتع سريعة ربما يحصل على أيام سعيدة ولكن هذه السعادة مؤقتة وزائلة.
ويشير أستاذ الاقتصاد إلى أن العائد على الاستثمارات يجب على الأقل أن يساوي كلفة تلك الاستثمارات، وإذا مضت فترة محددة، وكان العائد أقل، فالأفضل التخلص من تلك الأسهم والبحث عن أسهم ترد قيمة ما استثمرته فيها مع الأرباح.
ويقول: “إن أسوأ ما في الأمر، كما أخبر طلابي، هو أن تقيم علاقة مع شخص مثقل بالمشكلات الجدّية وأن تعتقد أنك قادر على تغييره”، وربما نفهم من هذا أنّ هناك أسهماً من نوع “فالج لا تعالج”، ويضيف في هذا السياق: “يجب أن تكون توقعاتك واقعية، وأن تلتصق بالسهم الرابح سواء في السوق أو في الحب، لأن الرابح يمنحك الكثير دائماً، أما أجمل الحب فهو أن تقع فيه مع الأقرب إلى قلبك”، وكان من الأفضل أن يضيف: “.. وإلى جيبك”.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق