السفير/ Oct 18, 1995
محمود الخطيب شاب فلسطيني يملك محلا لبيع الساندويشات والجعة في مدينة بافالو، في ولاية نيويورك، يوم 18 شهر كانون اول العام الماضي، هاجم مجهولون محل محمود، فقتلوه مع عامل فلسطيني آخر في المحل، وابقوا على حياة مستخدم ثالث اسود اللون. ولان المحل يقع في منطقة سوداء، ولان القتلة هم حكمù من السود، ولان الشرطة بيضاء وعبقرية، فان آل الخطيب في بافالو هرعوا الى لويس فرقان زعيم »امة الاسلام« يطلبون مساعدته في البحث عن القتلة، ووفقù لرواية الزميلة سميرة الخطيب: فان »جماعة فرقان« كانوا عدوانيين، قالوا: هذا مجتمعنا، واذا اردتم العيش بيننا، فعليكم ان تحملوا ما نحمل«. وبعد شهر اضرم مجهولون النار في المحل... واتت النيران على الطابق العلوي بالاضافة الى المحل.. تحولت جهود عشرات السنين من الغربة الى قبضة رماد.
وبعد محمود كرت سبحة القتل في المدينة وضواحيها فقتل اثنان من اليمنيين يملكان محلات مشابهة. تفتح ليلا. وبدأت الجالية العربية في المناطق التي يسكنها اميركيون افارقة، تعيش حالة طوارئ.
هل هذا يفسّر العبارة التي اطلقها زعيم »امة الاسلام! لويس فرقان، عندما قال »ان الفلسطينيين العرب، ومعهم الكوريون والفيتناميون واثنيات عرقية اخرى، كلهم جاؤوا واخذوا من مجتمعنا ولكنهم لم يعطوا«؟
ولكن كيف يمكن ان تقع قطيعة بين المسلمين العرب وبين امة الاسلام التي ينعت زعيمها اليهود بأنهم »مصاصو دماء وتجار رقيق«؟
ربما بعض الاجابة تضيئه الحكاية التالية:
في عام 1984 دعا تجمع »قوس القزح« الذي يتزعمه القس جيسي جاكسون الاميركيين من اصل افريقي في مدينة ديترويت الى الاضراب والامتناع عن ممارسة اعمالهم في الشركات الكبرى التي لا تضم في مجالس ادارتها اعضاء من السود، ومن بين تلك الشركات »كوكا كولا«. وتضامن رجال الاعمال السود مع اخوانهم فاقفلوا محلاتهم، وخلال ساعات بدأت المدينة تختنق نتيجة للاضراب، وهنا دخلت الجالية اللبنانية على الخط، وبدأت الشركات بتجنيد آلاف العمال اللبنانيين ليأخذوا مكان السود المضربين...(!).
في تلك الفترة اتصل مسؤول في مكتب القس جاكسون بمكتب »السفير« في واشنطن وقال ان اللبنانيين يهددون بتحطيم العمود الفقري للاضراب، وسأل اذا كانت هناك »مرجعية« للجالية اللبنانية في ديترويت يمكن التفاوض معها؟
كانت المرجعية موجودة ولكن في بيروت وليس في ديترويت »ان في ديترويت 20 الفù من بلدة بنت جبيل وحدها« العبارة كنت قد سجلتها من »الاستاذ« نبيه بري، وبالتالي، فان الحوار تواصل بين واشنطن وبربور، حيث كان يقيم »الاستاذ«، وعلى حد علمي، وبقطع النظر عن نتيجة المفاوضات، فان الحوار لم يتطور ليصل حد المصالحة او... التحالف، لا في الفترة الماضية ولا... الراهنة.
ان الفرقان صاحب مسيرة المليون اسود التي حاصرت الكونغرس، امس الاول، لا يبحث عن اعداء جدد، فحسبه البيض واليهود، ولعل »المرجعيات« اللبنانية والدينية ما زالت قادرة ان تجمع ما بين »امة الاسلام« التي تدرّس في جامعاتها الحضارة المصرية باعتبارها أم الحضارات وما بين ابناء الجالية العربية في الولايات المتحدة التي تكاد تهم »الارهاب« تقتلعهم من جذورهم، كما اقتلعت اخوانهم عبيد الامس.
على امل ان لا يكون شعار »الاخوة الاعداء« عابر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق