الخميس، 9 أغسطس 2018

طبقة "الترانزيت" تخون الديمقراطية والتاريخ

مجلة العربي، السبت 1 يوليو 1995  3/2/1416هـ / العدد 440
19 مليون طفل غير شرعي أنتجتهم أمريكا حتى نهاية العام الماضي. الأمريكي يهرب من العائلة الطبيعية، ويلعب البولينج وحيدا هربا من العائلة الرياضية. إن "طبقة الترانزيت" تصعد وتسود، وفي ظلها تنهار المدن، وتتهاوى القيم، ويرث أبناء الزنا الأرض..

         صدر في أمريكا في بداية العام الجاري كتاب  "ثورة النخبة وخيانة الديمقراطية".المؤرخ "كريستوفر لاش" مؤلف الكتاب لم يتح له أن يعرف الضجة التي أحدثها كتابه لأن أصابع المنية اختطفته مع نهاية آخر فصل فيه. ترافق صدور الكتاب مع دراسة اجتماعية شاملة وضعتها إحدى مؤسسات تنظيم الأسرة وكشفت فيها أن عدد المواليد غير الشرعيين بأمريكا بلغ حتى نهاية العام الماضي 19 مليون طفل. أي ثلث عدد أطفال أمريكا تقريبا، وسبق ظهور الكتاب، بحث شائق طرحه في الصيف الماضي أستاذ في جامعة هارفرد هو "روبرت بوتنام" أمام مؤتمر للجنة نوبل في السويد، وكان عنوان البحث "أن تلعب البولينج وحيدا: الديمقراطية الأمريكية في القرن العشرين "، وكشف بوتنام في بحثه أن هناك 80 مليون أمريكي، معظمهم يلعب البولينج وحيدا، ويرفض الانتساب إلى أي فريق أو أي اتحاد رياضي. ويستنتج "أن الحضارة الأمريكية تعيش أزمة، فالأمريكي بات يرفض الفريق والجماعة" ثم وقعت مجزرة "أوكلاهوما سيتي" في إبريل الماضي لتؤكد نبوءة المؤرخ كريستوفر لاش في أن "القنبلة الجديدة" بقيادة الميليشيات العسكرية والثقافية والعنصرية بألوانها المختلفة هي المولود الطبيعي لنخبة تحكم أمريكا اليوم وتخون تاريخها و.. الديمقراطية.
         ما هي العلاقة بين أولاد الزنا ولعبة البولينج والديمقراطية؟. هنا محطات.


طبقة الترانزيت
        يعرف "لاش" النخب الجديدة بأنها "أرستقراطية الموهـبة التي تحاول أن تحتل المكان نفسه الذى كانت تشغله أرستقراطية الولادة"، ويقول: "إن الطبقة العليا الجديدة لا يتم تعريفها بالأيديولوجية بل بطريقة حياتها التي تصبح يوميا أكثر اختلافا عن الآخرين .. إن أفرادها لا يعتمدون على ما يملكونه من عقارات بل على احتكار المعلومات والخبرات التقنية، إنهم يستثمرون في تعليم أنفسهم وأطفالهم وفي الحصول على المعلومات وليس في الملكيات كما كان يفعل أجدادهم من قبل ...".
         أما أفراد هذه الطبقة فيتوزعون مهنا تحتقر العمل اليدوي، فهم : " مضاربون، رجال مصارف، محللو برامج، أطباء ، ناشرون، مدراء تنفيذيون، ممثلون ومنتجو أفلام، صحافيون ومعلقون... وكتاب ، وأساتذة جامعات، ومهندسون ، وسماسرة ومقاولون... وبالتالي فهم يختلفون في الرؤى السياسية" أما ما يجمع أبناء هذه الطبقة فهو القدرة الهائلة على الحركة والانتقال، يقول لاش: "إن النجاح لم يرتبط أبدا وإلى هذا الحد بالقدرة على الحركة... والطموحون يعرفون جيدا أن العيش على طريقة الترانزيت هو ثمن التقدم،، ويعقد مقارنة بين أرستقراطية الترانزيت الحالية التي تحتكر المعلومات وبين أرستقراطية الولادة التي كانت تحتكر الأرض ، فيشير إلى "أن الأرستقراطية الجديدة ستهجر قلب الوطن إلى السواحل، والوطنية لا تملك الأولوية في سلم قيمها.. إنها دائما في مرحلة عبور" أما في السابق، فقد "كانت الملكية تقترن بالواجبات تكريسا للقول السائد: ورثناها عن آبائنا ونورثها لأبنائنا من بعدنا أحسن حالات.. الملكية كانت تفرض واجبات مدنية على أصحابها: مكتبات. ملاعب، متاحف، حدائق عامة ، جامعات، مستشفيات، كلها كانت صناعة الأغنياء، وكانوا يتنافسون فيما بينهم على تطوير مجتمعاتهم الصغيرة التي يستقرون بينهـا". أما النخب الجديدة فيعبر عنها رئيس مجلس إدارة إحدى الشركات عندما سئل إذا كانت صناعته الأمريكية قادرة على منافسة الصناعات الأجنبية فقال: "ومن يتحدث عن المنافسة، لقد وقع مقر مجلس الإدارة في أمريكا بالمصادفة... إننا عالميون، وحدودنا الكون" . ويستند المؤرخ إلى إحصاءات تكشف أن 20 بالمائة من أصحاب الدخول العالية يسيطرون على 50 بالمائة من الاقتصاد الأمريكي، وبالمقابل يرتفع عدد العمال - بارت تايم - بينما ينخفض عدد العمال الذين يستفيدون من ضمانات التقاعد ، ويستنتج "إن هذا الانحدار في وظائف الإنتاج الصناعي يكشف أننا نتجه إلى اقتصاد يعتمد بتزايد على المعلومات والخدمات".

"إسرائيل" عربية!
        ويعرض المؤرخ بعض نتائج "خيانة الديمقراطية" التي تمارسها هذه الطبقة الجديدة، في مجالات الأسرة، والتعلم، والأعلام والكنيسة، و... السلطة، فيشير إلى "تغييب السياسة" فهـذه الطبقة من أجل أن تفهم العالم تحيله إلى رموز، ثم تقوم بتحليل هذه الرموز، والنتيجة أن الواقع الفعلي يختفي، ويحل الرمز مكانه؟ ولا يعود أمام الأمريكي العادي إلا أن يفغر فاه ويتابع برامج الحزبين الكبيرين "الفارغين " وهما يطلقان برامج انتخابية لا يتمكن من فك طلاسمها سوى "محللي الرموز" من أبناء الطبقة الجديدة.
        وغياب السياسة، كما يؤكد المؤرخ لاش " هو نتيجة طبيعية لغياب الحوار أو تغييبه، لأن وسائل الأعلام تعتمد، تحت زعم الصدقية والإيجابية، على تكريس نوع من المعلومات تخصي الحوار، لأن أصحابها هم من الخبراء، وبالتالي لا يمكن مجادلتهم ". ويقارن بين المناظرة التي قامت بين الرئيس إبراهام لنكولن ومنافسه في القرن الماضي، حيث عمد الطرفان، وبجهـود كبيرة، إلى محاولة تثقيف الجمهور عبر الدخول في كل التفاصيل السياسية التي تميز بينهما، ثم يشير إلى أن المرشح لرئاسة أمريكا "روس بيرو" أعلن عن ترشيحه للرئاسة عبر برنامج "لاري كينج شو" التلفزيوني، فالسياسة صارت لقطة متلفزة.
         ويشدد المؤرخ " لاش "على أهمية الحوار ، لأنه الوسيلة الوحيدة لتكوين "معرفة شخصية" موقف مبني على هذه المعرفة، ويقول: "برغم أن الأمريكي يغرق اليوم في جميع أنواع المعلومات، بفضل وسائل الأعلام ، إلا أن استطلاعات الرأي تكشف باستمرار عن تدهور معرفة هذا الأمريكي بالقضايا العامة.." ويكتفي بالإشارة إلى "استطلاع جرى أخيرا أكدت خلاله أغلبية المشاركين أن إسرائيل دولة عربية"! ويقول لاش: "إن الحوار صار بين متخصصين تقنيين... وكذلك إنتاج المعرفة"، وبالتالي فإن المواطن العادي لم يعد معنيا، فقد تم إهماله، مع أنه هو الموضوع الدائم للحوار بين أهل المعرفة.

القبلية والبلقنة والإسلام
         وأخلاق طبقة الترانزيت تنعكس على العلاقات العرقية والدينية والجنسية في المجتمع الواحد، وحتى على العادات اليومية، يكتب لاش "إن عاداتنا في الأكل والشراب باتت أقل طقوسيه واحتفالية ، إننا نأكل ونشرب بينما نحن نركض لاهثين". وفي غياب الثوابت الوطنية يصبح كل شيء متحولا، فالصراع بين السود والبيض يقود إلى "القبلية الجديدة" يقول: "إن القبلية هي آخر موضة أنتجتها رأسمالية الاستهلاك" وهذه القبلية لا تقتصر على أمريكا وحدها "إن الوحدة الأوربية بقيادة "المحترفين" من محللي الرموز سوف تؤدي إلى بعث القبلية". وكذلك "فإن توحيد السوق يسير يدا بيد مع تفتيت الثقافة... إن كل قبيلة أو أقلية، تحت شعار التعددية، تقيم جزيرتها وهو ما يؤدي إلى "بلقنة" الآراء".
         وفي مواجهة هيستيريا الرعب الباحثة عن مواجهة المسلمين باعتبارهم العدو الجديد، يؤكد لاش "إن الأصولية الإسلامية ليست الخطر البديل عن الفاشية الشيوعية، كما يقال لنا، ويدعو إلى رد الاعتبار للمتسامح والمتع الروحية التي توفرها الأديان .

النقود تخترق الحدود
         "إن النقود تضيق وتخترق الحدود، تشتري ما لا يمكن شراؤه... والغني يتحول إلى سوبرمان" يقول لاش، فالطبقة الجديدة التي تحتكر المعرفة، لا تختلف عن أي محتكر آخر، إنها تجمع الثروة بسرعة ، وتجعل من هذه الثروة غير المستقرة، إلا في خزائنها، معيارا للنجاح، إنها تتعامل مع المدنية وهي أمل الديمقراطية باعتبارها مكانا للعمل والتسلية وليست للعيش والاستقرار وتربية الأطفال، وبالتالي فإن المدن تنهار... ومع انهيار المدن يخرج جيل من الأطفال، يهرب إلى الجريمة، لأنه يعرف أنه سوف يقتل شابا ، ويعرف أن الجريمة هي السبيل الوحيد لاقتناص الثروة التي جعلتها الطبقة الجديدة معيارا للنجاح.
          على هذه الخلفية يمكن فهم الدراسة التي وضعتها إحدى مؤسسات تنظيم الأسرة وكشفت أن عدد الأطفال غير الشرعيين في أمريكا قد ضرب أرقاما قياسية خلال السنوات الماضية، بحيث وصل إلى 19 مليون طفل، يعيشون في أسر تضم الأم فقط، وتحذر الدراسة من أن هؤلاء الأطفال، عندما يكبرون، فإن أغلبيتهم، وبسبب غياب الأب من حياتهم، سوف يسلكون الطريق نفسه الذي سلكه آباؤهم الهاربون من قبل ، وعندئذ فإن الأسرة التقليدية سوف تصبح شيئا من التاريخ. ولكن لماذا يهرب الآباء؟ تقول الدراسة إن معظم الأطفال غير الشرعيين يخرجون من بيئة فقيرة ، فالشباب في معظمهم عاطلون عن العمل، وعاجزون عن إعالة أنفسهم، وبالتالي، وبقطع النظر عن اقتناعهم الأخلاقي، يتخلون عن مسئولياتهم العائلية لأنهم غير قادرين على تحمل أعبائها، وأن نسبة عالية من هؤلاء الآباء " المجهولين" هم بدورهم أولاد غير شرعيين (!)، إنهم يعيشون وحيدين، وينجبون ، ولكنهـم يموتون وحيدين أيضا .
          إن خيانة العائلة هي حلقة فحسب في سلسلة خيانة الديمقراطية .
         والعنف الهائل هو أبرز الظواهر التي يلاحظها الأجنبي عندما يزور أمريكا، وفي مواجهة هذا العنف تختفي العلاقات الإنسانية والاجتماعية وتتحول المنازل إلى متاريس محكمة الأبواب، وفي غياب هذه العلاقات الإنسانية والشخصية الحميمة، تنشط شبكات الاتصال: التليفزيون ، الكمبيوتر، الانترنت والبريد الإليكتروني التي يمكن عبرها أن يتواصل الإنسان مع أنحاء العالم من دون أن يغادر مقعده ، أو أن يضطر للخروج كي يتواصل مع الآخرين، أكثر من ذلك، فإن جميع الصحف الأمريكية تقريبا ومعها عدد من شبكات التلفزيون ، باتت توفر خدمة جديدة ، حيث تخصص صحيفة "واشنطن بوست" مثلا، برغم رصانتها وجديتها، صفحتين على الأقل، ومرتين في الأسبوع لما نسميه في العادة "بريد القلوب " حيث يحدد كل واحد مواصفاته، ويضمن أن يتعرف في الآخر عن بعد، قبل أن يقطع المسافة الخطرة التي تفصله عنه.
          إن العلاقات الإنسانية تتحول إلى شركات الخدمات التي لا تبخل على من يدفع... بالضمانات، ولعل هذا ما يطرحه الأستاذ في جامعة هارفرد "روبرت بوتنام " في ورقته إلى قدمها أمام مؤتمر عقدته لجنة نوبل في السويد، تحت عنوان : " أن تلعب البولينج وحيدا : الديمقراطية الأمريكية في نهاية القرن العشرين". الورقة التي قدمها بوتنام ، قامت بنشر تفاصيل منها مجلة "الديمقراطية" الأمريكية، وحظيت بتعليقات سياسية واسعة في الصحف، ودفعت الرئيس الأمريكي بيل كلتتون إلى دعوة بوتنام ، مع أساتذة آخرين، في منتجع كامب ديفيد، حيث استمع إلى آرائهم والحلول التي يرونها لإنقاذ المجتمع الأمريكي و... الديمقراطية، ووفقا للكاتب بصحيفة "واشنطن بوست " وليام ياورز، فإن الرئيس كلنتون قد"استلهم" ما جاء في الورقة، عندما قال في خطاب أحوال الأمة في فبراير الماضي: "إن الوشائج الاجتماعية والطبقية التي كانت هو القوة العظيمة لامتنا منذ البداية ، بدأ يصيبها الانحلال" وفي مقابلة صحافية لاحقة أكد "أن هناك كل تلك الضغوطات التي يمكن أن تدفعنا لأن نكون وحيدين ... "
         ماذا في الورقة؟ يبدأ بوتنام ورقته بمقدمة رياضية، تقول إن 80 مليون أمريكي مارسوا في عام 1983 لعبة البولينج، أي أكثر بحوالي الثلث من الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في انتخابات الكونجرس الأخيرة ، وإنه بينما ارتفع عدد اللاعبين بين أعوام 1980 و 1993 بنسبة 10 بالمائة، فإن عدد المنتسبين إلى "اتحاد البولينج " انخفض في الفترة نفسها بنسبة 40 بالمائة "نحن " نبولنج" وحدنا- يقول بوتنام- وهذا ما نفعله أيضا في سائر مناحي حياتنا،. وبعد أن يطرح نماذج مرفقة برسوم، بيانية عن انهيار عقلية "الفريق" في أمريكا، وعن ضمور العلاقات الاجتماعية والإنسانية واندثار الكتير من الجمعيات والاتحادات والنوادي، ينهض ورقته بالقول: "ما يجب أن يحتل الأولوية في "الاجندة" الأمريكية هو السؤال عن كيف يمكن آن نتخلص من ظاهرة "اللا علاقة" في مجتمعنا، وكيف يمكن لهذا المجتمع أن يستعيد الشعور بالمشاركة المدنية والثقة بهذه المشاركة".
         يقول المثل الأمريكي "إن السياج الجيد يصنع جارا جيدا، ولكن هذا كان يصح في السابق، إذ إن غياب الحوار، وانهيار عقلية الفريق، وتغييب المشاركة السياسية والمدنية تؤدي إلى عودة القبلية الجديدة وإلى البلقنة... وبعد مجزرة أوكلاهوما التي نسفت عبرها الميليشيات كل ما يصنع سياجا جيدا لم تعد المشكلة نظرية... ولعل المقارنة أن تكون أمراض "طبقة الترانزيت" في العالم الصناعي هي القاسم المشترك مع طبقات في العالم الثالث، اختارت أن تستقر في محطة السلطة لعقود مديدة كي تقمع كل من يتحرك (!) ... وفي غياب الديمقراطية فإن "أبناء الزنا" يرثون الأرض.  


البدوي الطائر يحكم أمريكا
         "بدو الأعمال العصرية" هو العنوان الذي اختارته صحيفة "نيويورك تايمز" في 16 مايو الماضي لتحقيق واسع عن رجال الأعمال العصريين الذين يطلق عليهم المؤرخ "كريستوفر لاش" لقب "طبقة الترانزيت".
         يقول المدير التنفيذي جيمس ويليامز: "عندما تسافر باستمرار فأنت لا تملك حياة خاصة بك... أنا عازب وليس هناك أية وسيلة تجعلني أصنع أسرة... لدي أصدقاء كثيرون أتحدث معهم على الهاتف ولكنني نادرا ما أراهم".
         جورج شاهين شريك بشركة استشارية يقول إنه يمضي 90 بالمائة من وقته طائرا. ومع أنه يملك منرلاً بكاليفورنيا، إلا أن مكاتبه تتوزع في 7 مدن أخرى على الأقل ... "والعاملون معي يطيرون لملاقاتي في أحد المطارات إذا أرادوا مقابلتي.. نحن لا حدود لنا إلا حدود الكون".
          دافيد سام وزوجته يملكان شركة اتصالات، وهما على سفر دائما وباتجاهات مختلفة يقول: "إن لدينا قطتين ومنزلا فخما في فلوريدا، حيث تستمتع القطتان ، ولكننا نادرا ما نروه ...".
          أما مارك هوداك المستشار في شركة كبرى، فهو يعترف أنه طلق زوجته وترك ولديه "أنا أحب السفر... في المطار هناك دائما من يهتم بي، والفندق هو منزلي... والخدم يبتسمون لي باستمرار، أليس من الممتع أن تجد اهتماما خاصا بك على نفقة شخص آخر؟".
          ويقول التحقيق إن هناك 25 مليون شخص في أمريكا يتمتعون بامتيازات جدية لأنهم "بدو جدد يطيرون دائما ولا يعرفون الاستقرار".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق