الاثنين، 27 فبراير 2012

هل يتحدى أصوليو المسيحية يهود أمريكا؟ وقع... فالرب معك(!)

مجلة العربي، الثلاثاء 1 أغسطس 1995  5/3/1416هـ /العدد 441
يضبط المسيحيون الأصوليون في الولايات المتحدة الأمريكية ساعاتهم على ساعة سوريا. ويحشدون من خلفها "نبوءات" الكتب المقدسة ونفوذهم في الحكومة الأمريكية، يستعجلونها لتوقع معاهدة سلام مع إسرائيل، ويؤكدون في ندواتهم كما في صلواتهم " أن السنوات السبع الأخيرة التي سوف تنتهي بعودة المسيح الثانية إنما تبدأ مع توقيع المعاهدة" وفي المقابل، تقوم قيامة اليهود، قبل أن تقوم ساعتهم، فالمسيحيون يبشرونهم بأن عودة المسيح لن تتم إلا بعد تدمير دولة إسرائيل وهلاك اليهود، باستثناء قلة منهم فقط، يحقّ وعد الرب فيها المواجهة بين اليهـود والمسيحيين في أمريكا تأخرت قرناً، ولكنها تشتعل اليوم بمفعول رجعي.

          يؤكد المؤرخ وعالم النفس الأمريكي "تشارلز ستروزير" أن خمسين مليون أمريكي على الأقل يؤمنون بأن العد العكسي ليوم الدينونة وقيام الساعة يقترب، وفي كتاب صدر قبل أشهر ويحمل عنوان "نهاية العالم" يستعيد المؤلف تاريخ " الأصولية " المسيحية الأمريكية، ويرى أن أبرز ما تقوم عليه هذه الأصولية هو الإيمان بأن أحداث التاريخ تحكمها "النبوءات" كما وردت في العهدين القديم والجديد ويخصص المؤرخ فصلا من كتابه للحديث عن "اليهود وإسرائيل" باعتبار أن النبوءات المسيحية جميعها ترى في تدمير دولة إسرائيل وفناء اليهود - إلاّ قلة منهم- إحدى علامات الساعة، وهي قدر محتوم، ويستشهد المؤرخ بالمؤلف الأمريكي الدكتور " جون وولفورد " باعتباره المرجع الرئيسي في "علم النبوءات" كما وردت في الكتاب المقدس، ويشير إلى أن كتاب " وولفورد " الأخير - وقد صدرت الطبعة الثانية منه في عام 1990 - باع خلال 6 أشهر فقط ما يزيد على 800 ألف نسخة، وهو دليل على أن الإيمان بالنبوءة يمتد في جذور الثقافة الأمريكية. وكتاب " وولفورد " يحمل عنوان "يوم الدينونة: أزمات النفط والشرق الأوسط " وتظهر فوق الغلاف صورة طائرة "إف- 15 " في الصحراء، وتحتهـا عبارة:" ماذا يقول الإنجيل عن مستقبل الشرق الأوسط ونهاية الحضارة الغربية؟ ".
   
       هذا عن نبوءات السماء، أما على الأرض، فتدور رحى معركة طاحنة بين "التجمع المسيحي" في الولايات المتحدة وبين جمعية "مكافحة التمييز" اليهـودية، وتشارك فيها قيادات الحزب الجمهوري على أعلى المستويات، وتتوزع منابرها على اتساع القارة، وتمتد إلى أوربا وأمريكا اللاتينية.
          أما موضوعها، كما يقول مؤسس ورئيس التجمع المسيحي القس "بات روبرتسون " عنهم "إن اليهود صم وعمي روحيا"، ويقول "إن المسيحيين. وعلى مدى قرون، دعموا حلم صهيون، وحلم اليهود بإنشاء وطن قومي ولكن اليهود الأمريكيين انقضوا على حلفائهم"، ويقول: "إن إسرائيل تلك الدولة الصغيرة الهزيلة سوف تجد نفسها وحيدة في العالم، وعندئذ، استنادا إلى الإنجيل، فإنها سوف تصرخ طالبة المساعدة ممن رفضتهم... ولكن الولايات المتحدة لن تتغيّب عن مجلس الأمن ولن تستخدم " الفيتو" لحماية إسرائيل... وسوف تكون تلك هي الأيام الأخيرة".
          ويقول أخيراً: "لا أحد بالطبع يريد أن تتكرر أهوال الهولوكوست - مذبحة اليهود في ألمانيا - ولكنها مسألة أخرى عندما تحاول أقلية لا يزيد عدد أفرادها على 5 ملايين (يهودي) أن تضعف، بل وأن تقمع نهائياً رأي الأغلبية، وأن تمنع وجهة نظرها من الوصول إلى المجتمع.
          ويرى اليهود: "هذه حرب لا أسرى فيها. ومن يتحالف مع روبرتسون أو حليف للشيطان".
          ربما كانت النبوءة هي أحد أسلحة السياسة، وربما كان العكس هو الصحيح، وفي الحالتين فإن "إرث الدم" بين اليهود والمسيح، لم يعد مصطلحاً لاهوتياً، إن المسيحية الأصولية تعيد إنتاجه بمواصفات عصرية، فالمعركة الفاصلة تقع على أبواب القدس، والمحاربون فيها، مثل قوات التدخل السريع. ينتقلون بحرية بين حدود الأرض وتخوم السماء يستعجلون "ظهور قائد ينهض من الشرق، يمحق دولة إسرائيل ويمهّد لعودة أمير السلام إليها".
          وهذا كلام في السياسة وليس في الدين.
من يحكم أمريكا؟
          القس بات روبرتسون هو مؤسس ورئيس " التجمع المسيحي ". والتجمع كما يصفه الكاتب الأمريكي مايكل ليند "هو أكثر الحركات شعبية في أمريكا". يضم في عضويته مليوناً ونصف المليون عضو، يتوزعون بين الكاثوليك والبروتستانت وكنائس أخرى، ومن بين ما يملكه: شبكة التلفزيون المسيحية (سي.ي.ان). والقناة العائلية. وعشرات المحطات الإذاعية، وجامعه ريجنت، والمركز الأمريكي للقانون، والعديد من مراكز النشر والأبحاث، و خلال الانتخابات الأخيرة، دفع التجمع بما يزيد على 600 مرشح على المستويين القومي والمحلي، فاز منهم 400 مرشح، وأصبح، بذلك، أكبر مراكز القوى في الحزب الجمهوري، وأحكم سيطرته على ما يزيد على 12 ولاية، بينها ولاية تكساس وولاية فلوريدا. وكلتاهما تشكل مفتاحا رئيسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وكان القس بات روبرتسون قد طرح نفسه مرشحا للرئاسة عن الحزب الجمهوري في عام 1988 ثم انسحب ليدعم ترشيح جورج بوش.
          وهذا التجمع ورئيسه بالذات باتا هدفا لحملة يهودية شرسة، قادتها جماعة " مناهضة التمييز" اليهودية، وفتحت خلالها ملفات الأرض والسماء معا، لتكشف أن الأصولية المسيحية معادية للسامية، وأن القس بات روبرتسون، في مؤلفاته كما في برامجه التلفزيونية، يرّوج لنظرية "نازية" تتهم اليهود بأنهم، ومنذ القرن الثامن عشر، يتزعمون "مؤامرة شريرة" للسيطرة على العالم، وهم بعد أن نجحوا في تحقيق هذا الهدف في أوربا، بدأوا يحكمون السيطرة على أمريكا. عبر ما " يسميه النظام العالمي الجديد".
          أين تنتهي حدود الأرض في هذه المعركة لتبدأ حدود مملكة السماء، ومن يقود الأخر: السياسة أم النبوءة؟
العد العكسي لهلاك اليهود
          الدكتور جون وولفورد في كتابه عن " يوم الدينونة " يفسر؟ عبر نبوءات مفصّلة، أحداث العالم، منذ زحف الجيش البابلي بقيادة نبوخذ نصّر واجتياح القدس عام 605 قبل الميلاد، وصولا إلى "معاهدة سلام " تنهي الحروب بين إسرائيل وجيرانها العرب. وعن هذه المعاهدة يكتب: (إن توقيع معاهدة سلام في الشرق الأوسط هي أكثر الأحداث أهمية في نبوءة الزمن الأخير.
          إن توقيع هذه المعاهدة سوف يطلق العد العكسي باتجاه يوم الدينونة، حيث يظهر بعدها القائد الذي يحكم العالم، والمعروف باسم "عدو المسيح" أو "المسيح الدجّال). ويضيف: "واستناداً في النبي دانيال فإن السنوات السبع اللاحقة التي ستنتهي بعودة المسيح إلى الأرض ثانية إنما تبدأ من تاريخ توقيع هذه المعاهدة..." ويؤكد المؤلف "إن مثلى هذه المعاهدة ربما يجب أن تفرض قسراً، بحيث تعيد إسرائيل الأراضي التي احتلتها عسكرياً مقابل ضمانات دولية قوية تحفظ أمنها ورخاءها"، ويشدّد المؤلف، في أكثر من مناسبة، على ضرورة أن تضغط دول العالم على إسرائيل للقبول بهذه التسوية، وأن يشارك العالم المسيحي بالذات في " تدويل " القدس، لأنها لا تعني العرب واليهود وحدهم بل الملايين من المسيحيين في أنحاء العالم أيضاً.
          واستناداً إلى "نبوءة" النبي دانيال ومن بعد، يسوع المسيح، فإن إسرائيل سوف تعيش 42 شهرا، بعد توقيع المعاهدة، في رخاء وأمن وسلام، وفي خلال هذه المدّ يخرج من الشرق الأوسط أو من حوض المتوسط قائد يعيد تأسيس الإمبراطورية الرابعة، بعد انهيار الإمبراطورية الرومانية الغربية، ويضمن سلام إسرائيل، وفي عهده، كما يقول المؤلف استناداً للنبوءات، تقوم الحكومة العالمية - المجموعة الأوربية عن الأغلب مع مجموعة من دول آسيا وشمـال إفريقيا - وكذلك "الكنيسة العالمية" - مجلس الكئانس العالمي- ثم تبدأ الأهوال: جيوش جرارة من الشمال تهاجم إسرائيل (يعتقد المؤلف أنها جيوش روسية)، وينتهز القائد الفرصة فيعلن ألوهيته (!).
          ويعيش العالم 42 شهرا أخرى ( 3 سنوات ونصف السنة) من الأهوال الطبيعية والبشرية ومن بين كل 3 من اليهود يهلك اثنان، ثم لا يبقى من هؤلاء إلا 144 ألفا، ينتظرون عودة المسيح الثانية ويسجدون له ويعترفون عندما يظهر.
          وحول إيمان المسيحيين الأصوليين في أمريكا بأن تدمير إسرائيل وهلاك معظم يهود الأرض هو قدر محتوم، يقول المؤرخ "تشارلز ستروزير" في كتابه عن " نهاية العالم": " إن مهمة هؤلاء اليهود الباقيين المعصومين ( 144 ألفا من أصل 12 مليوناً ) هي، كما يراها الأصوليون الخلاص من " إرث الدم" الذي حمله اليهود على اكتفاهم بعد أن صلبوا المسيح، فهم يتحولون إلى المسيحية وبالتالي لا يعودون يهودا". ويضيف " إن هذا يعني أن اليهود هم وسيلة لتحقيق قضاء الله المكتوب وفي هذا تحقير كبير لهم، بل دعوة إلى ممارسة العنف ضدهم " وينقل المؤلف عن قس أصولي من مدينة نيويورك قوله "إن عدو المسيح يحاول أن يصنع السلام مع أمة هي أكثر أمم الأرض بحاجة إلى التدمير كي تتحقق النبوءة، كما يشير المؤلف في أن 15 ممثلا عن الكنيسة الانجيلكانية البروتستانتيه، عقدوا في عام 1989 مؤتمراً في نيويورك. بحثوا خلاله مسألة " الحوار" مع اليهود، وأصدروا نتيجته وثيقة أكدوا فيها " أن الحوار مع اليهود لا يمكن أن يكون بديلاً عن تنصيرهم" ولاحظ هؤلاء اللاهوتيون أن الهدف التاريخي الوحيد لوجود اليهود هو التحضير لظهور المسيح، وأنه بعد "البعث" ألغى الرب ميثاقه معهم، وأصبحوا بالتالي "غصونا مكسورة في شجرة زيتون الرب" أما اليهودية المعاصرة" فإنها لا يمكن بحال من الأحوال أن تتضمن في ذاتها المعرفة الحقيقية بالخلاص الرباني"، ومع أن الوثيقة تؤكد ضرورة بقاء إسرائيل كدولة وتوفير الأمن لها، إلاّ أن رئيس المؤتمر يصر على " أنه لا مساومة على العهد الجديد، ولا بد لنا من التبشير بالإنجيل ودعوة الناس إليه، بمن فيهم اليهود".
          ويستنتج المؤرخ وعالم النفس الأمريكي " أن الأصوليين، في النهاية، لا يتعاطفون مع اليهود، إنهم يتحدثون عنهم بضمير الغائب "هم"، ويسخرون إذا تّم وصفهم بأنهم معادون للسامية،، ويؤكدون أنهم أكثر الناس دعما لدولة إسرائيل، ومع ذلك، فإن هذا الدعم، يقوم على رؤية محددة، وهي وجود إسرائيل ضرورة فقط لتحقيق هدف الرب، كما ورد في الكتاب المقدس، وهم على العموم لا يقيمون كبير وزن لليهودية المعاصرة. ويقللون من شأن اليهود... بل إن معظمهم يرى أن "الهولوكوست"، وإبادة اليهود على أيدي النازية هي جزء من عقاب الرب لهم " أي أن النازية كانت وسيلة إلهية (!).
بيغن وحليف إسرائيل
          ومع أن المسيحية الأصولية نشأت في أمريكا نهاية القرن التاسع، وبنت مؤسساتها مطلع القرن العشرين، وهي مؤسسات قوية ونافذة، إلا أن علاقات " ودية" كانت تجمعها مع اليهود الأمريكيين، خاصة أن الأصوليين كانوا، ومازالوا، يدعمون تهويد القدس، وقيام دولة إسرائيل، وكان اليهود الأمريكيون يقبلون، وأن على مضض، هذا التحالف القسري مع المسيحيين الأصوليين. ويفسر الكاتب اليهودي المحافظ " ايرفنغ كريستول" هذا التحالف فيكتب في عام 1984: "إن عالمنا اليومي يحفل بالقسوة وبالأزمات، نحن مرغمون على أن نقبل الحلفاء أينما وكيفما وجدناهم.. ويتساءل الكاتب اليهـودي: " لماذا يقلق اليهود من واعظ أصولي لا يصدقون للخطة أنه يتمتع بسلطة سماوية وما يضيرهم من هذه اللاهوتية التجريدية مادام هذا الواعظ بالذات وفي الواقع المادي اليومي مؤيدا لإسرائيل؟
          وكان "الواعظ" الذي يتحدث عنه الكاتب اليهودي هو القس "بات- روبرتسون".
          أكثر من ذلك، فإن واعظا أصوليا آخر، هو "جيري فلويل " رئيس ما يسمى "الأغلبية الأخلاقية"- وصل تعدادها إلى مليون عضو، في زمن الرئيس رونالد ريغان ان موضع حفاوة بالغة من رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحم بيغن، في كل مرة يزور فيها إسرائيل، وكان بيغن يصفه بأنه "حليف إسرائيل القوي" في أمريكا، برغم أن جيري فلويل كان يعلن بوضوح أنه يريد أن يرى القدس يهودية وعاصمة لإسرائيل كي تتحقق نبوءات الإنجيل، فيكون دمارها بشارة لعودة المسيح (!).
محاكمة... بمفعول رجعي
          ولكن فجأة ومن دون مقدمات يعلن اليهود حربا شاملة على الأصوليين، جماعة مكافحة "التمييز" اليهودية ترى أنهم يشكلون الخطر الأكبر على أمريكا العلمانية، ووسائل الإعلام والمفكرون اليهود يطلبون رأس رئيس ومؤسس "التجمع المسيحي" باعتباره "الشيطان" المسيحي، والعدو الأول للسامية، والجميع يطالب محاكمته و... بمفعول رجعي(!).
          كيف؟ القس بات روبرتسون نشر في عام 1991 كتابا يحمل عنوان "النظام العالمي الجديد" الكتاب وقد سبق لـ"العربي" أن عرضته قبل سنتين، يضيف إلى النبوءات السماوية "مؤامرة أرضية" تقول إنه ومنذ عام 1782 بدأت "نخبة مصرفية" أوربية وضع خطة للسيطرة على العالم عبر تنظيمات سرية، من بينها: الماسونية ثم البلشفية ثم النازية، وهذه النخبة المالية ومن بينها آل روتشيلد اليهود هي من قامت بالتخطيط للحروب والثورات وقامت بتمويل المجازر الثورية والرجعية. ثم سخرت الحرب الباردة لسلب ثروات الأمم عبر المصارف المركزية ومن بينها مصرف الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. واستنادا إلى هذه المؤامرة فإن القس روبرتسون يرى مثلا أن اغتيال الرئيس الأمريكي ابراهام لينكولن في القرن الماضي خلافا للاعتقاد السائد لا علاقة له بالحرب الأهلية، بل " لأن الرئيس لينكولن قرر أن يقوم بطبع عملة نقدية من دون فوائد، بدل أن يطبع أسهما يستلف مقابلها قروضا من البنوك مع الفوائد وهي خطوة يمكن أن تكسر سيطرة "النخبة المصرفية" ومن هنا فإن القاتل جون بوث كان يعمل في خدمة هذه النخبة التي قررت اغتيال الرئيس.."
          المهم أن الكتاب، عند صدوره كان الأول مبيعا في قائمة كتب "نيويورك تايمز" ومع ذلك فإن ما أثير حوله تركز حول المساومة التي قامت بين الرئيس جورج بوش والقس روبرتسون، وانتهت إلى أن يكف الرئيس بوش عن استخدام عبارة "النظام العالمي الجديد" التي هي كلمة السر في المؤامرة الكبرى مقابل أن يتابع روبرتسون دعمه للرئيس وللحزب الجمهوري.
          ثم وبعد 3 سنوات بدأ اليهود يعيدون اكتشاف الكتاب. جمعية "مكافحة التمييز" اليهودية أصدرت بيانا اتهمت فيه المؤلف بأنه معاد لليهود وللسامية، مجلة "نيويورك ريفيو" النافذة جعلت روبرتسون غلافا لها ونبش الكاتب "مايكل لينو" عن مؤلفات وندوات وبرامج تليفزيونية للقس روبرتسون تبين حقده التاريخي على اليهود في أمريكا. المعلق في صحيفة "واشنطن بوست" ريتشارد كوهن وصف تحالف الحزب الجمهوري مع روبرتسون بأنه "تحالف مع الشيطان".. ومع أن القيادات الجمهورية من أمثال الوزير السابق وليام بنيت والناطق باسم مجلس النواب الحالي نيوت غينغريش وكثيرين غيرهم تصدوا للدفاع عن "التجمع المسيحي" وعن روبرتسون إلا أن القس البروتستانتي قرر أخيرا أن يعتذر وقال في اعتذاره إنه كان دائما مؤيدا لإسرائيل، وأنه عندما كتب عن "النخبة المصرفية" لم يكن يعلم أن هذه العبارة هي الاسم الدارج أو الحركي لليهود... ونشر روبرتسون اعتذاره في "نيويورك تايمز" وفي صحف أخرى من بينها "المسيحي الأمريكي" الناطقة باسم التجمع المسيحي.
          هل انتهت الحرب؟ بل لعلها بدأت. في كتاب "نهاية العالم" يحاور المؤلف مجموعة من "الأصوليين" يسألهم ولكن لماذا يجب تدمير إسرائيل؟ وتتوالى الإجابات كالتالي:
          - أوتو: أعتقد أنهم تمردوا على الله. لقد حماهم الله إلى درجة أنهم وقعوا في الخطيئة إنه لم يهجرهم ولكنه يعاقبهم.
          - فرانك: إن غزو الأشوريين لإسرائيل كان وسيلة لإنزال العقاب بالإسرائيليين بسبب خطاياهم البشعة واحدهم ضد الآخر، وانعدام إنسانيتهم تجاه بعضهم البعض ولأنهم كفروا وهجروا الرب.
          - ايلين: الإسرائيليون عصوا الله. لم يعملوا بتعاليمه فمزق شملهم.
          - نيجل: إن خطيئتهم الرئيسية هي أنهم رفضوا يسوع المسيح.
          إن الأصوليين يرون أن السلام يمكن أن يفرض على إسرائيل، وأن هذا السلام هو شرط لعودة المسيح ثانية، ولكن بعد تدمير إسرائيل وهلاك يهود الأرض - ولهذا السبب، فإنهم يضبطون ساعاتهم على ساعة سوريا يستعجلونها لتوقيع اتفاق سلام مع إسرائيل، وهنا لا يعود الحديث عن مملكة السماء، بل عن حدود الأرض، ولا يعود حديثا في النبوءة بل في السياسة، وهو ما يرعب إسرائيل ومن حقها أن تفعل.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق