الجمعة، 28 أكتوبر 2011

فـي ١٩٨١ سلخوه حيّاً.. وفـي ٢٠٠٨ عيّنوه رئيساً

هل أفقدت الأزمة المالية الأمريكيين القدرة على تمييز الألوان؟
عربي، مسلم، إرهابي واشتراكي.. اشنقوه” كان يصرخ جمهور المرشح جون ماكين، ولكن بدلاً من أن يشنقوه انتخبوه ليكون أول رئيس من أصل إفريقي يدخل البيت الأبيض.. وهذا لا يحدث إلاّ في أمريكا. كيف؟ إن انتخاب باراك أوباما يعني أننا  نعيش النزاعات العقائدية..
أما المرشح أوباما فقد كان يؤكد بدوره: لم أكن أبداً ساذجاً إلى حد أن أعتقد أنه يمكن تجاوز انقساماتنا العنصرية في دورة انتخابية واحدة، أو من خلال مرشح واحد، خاصة إذا كان هذا المرشح مثلي يصعب وصفه بالمثالية، ولكننا نعرف، كما أننا رأينا، أن أمريكا يمكن أن تتغير”.

وقد اختارت أمريكا التغيير. لماذا؟ هل أفقدت الأزمة المالية الأمريكيين القدرة على تمييز الألوان؟
ما يزيد عن ٦٠ بالمئة من الأمريكيين قالوا أن الوضع الاقتصادي هو ما دفعهم إلى اختيار أوباما كرمز للتغيير المطلوب. وأبرز عناوين هذا التغيير كما طرحها أوباما هي مساعدة الطبقة الوسطى على الخروج من محنة القروض العقارية بحيث تتمكن من سداد الأقساط وعدم طردها من المنزل، كما حصل مع عدة ملايين خلال الأشهر الأخيرة، وثم توفير الضمان الصحي لها بعد أن زاد عدد غير المضمونين صحياً عن ٥٠ مليون مواطن، بينهم مئات الألوف من الأطفال. وكذلك تحقيق الوعد بخلق مليوني وظيفة جديدة للتخفيف من حدة البطالة، وأخيراً تخفيض الضرائب على هذه الطبقة التي دفعت غالياً ثمن خطايا شارع المال “وول ستريت “. أما المرشح المنافس جون ماكين فقد كان من ضمن أولوياته متابعة تخفيض الضرائب على أرباح الشركات الكبرى والأثرياء. وفقاً للسياسة التي رسمها الرئيس رونالد ريغان في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، ولعل الضربة القاصمة لايديولوجية الحزب الجمهوري كانت اضطرار الحكومة إلى التدخل بضخ ٧٠٠ مليار دولار لإنقاذ المؤسسات المالية بينما شعار الجمهوريين كان دائماً هو الدعوة إلى تقليص دور الدولة وعدم تدخلها في الاقتصاد ولا في حركة السوق.
الحرب في العراق وفي أفغانستان كانت أحد العناوين البارزة في انتخاب أوباما، فهو وعد بأن يجد حلولاً لخروج القوات الأمريكية خلال ١٨ شهراً، بينما كان ماكين قد وعد بأن الخروج لن يتم قبل تحقيق النصر. وكان مشهد الجنود الأمريكيين في العراق، تنقله الشاشات الصغيرة، وهم يتابعون عملية الاقتراع من خلف المتاريس وعلى خطوط النار يذكّر الناخبين بأثمان هذه الحرب، بالإضافة إلى حرب أفغانستان، بشرياً ومادياً.
أما الحرب على الإرهاب فإنها، وفقاً لصحيفة لوس انجلوس تايمز، كانت السبب في عزلة أمريكا وفقدان أصدقائها وزيادة عدد أعدائها.
في عام ١٩٨١ تم سلخ جلد فتى أسود في أمريكا، وفقاً للتقاليد التي أرستها جمعية كوكلوكس كلان، وفي عام ٢٠٠٨ قرر الأمريكيون أن يحملوا الرجل “الأسود” إلى البيت الأبيض في انتخابات تاريخية ربما تغيّر وجه العالم.

وآن لهذه النزاعات أن تنتهي”. يقولها الممثل الأسمر صامويل جاكسون، بينما تضيف الروائية مايا انجيلو: إن فوز أوباما يعني أن بلادي بلغت سن الرشد وتجاوزت مرحلة الطفولة التي كانت تعتقد أن البشر يختلفون تبعاً للعرق واللون”.

تعليقات القراء: 2

  1. من قبل أواب الشويخ
    بتاريخ نوفمبر 10th, 2008 at 1:02 pmولكن كما يقول بيرلسكوني عن أوباما، هو رجل أكسبته الشمس سمرة
  2. من قبل مريم الشقفة
    بتاريخ نوفمبر 15th, 2008 at 2:19 amأنا كما باقي النساء لا أحب السياسة ، ولكن يبدو لي أنك ستحببني بها ، دمت بخير


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق