الخميس، 29 أغسطس 2013

زعبرة. خلط. شرشحة. تمثيل

زعبرة. خلط. شرشحة. تمثيل«؛ هكذا لخص نواب لبنان، وليس عماله ولا فلاحوه ولا مزارعوه ولا طلابه، اللعبة الديموقراطية التي شهد المجلس فصولا منها أول أمس، ويتابع بقية فصولها اليوم. 
هذا في الموجز، اما في التفاصيل، فقد اعلن الرئيس شمعون »نحن شبه دولة وقاصرون عن تحمل اي مسؤولية«، وقال النائب الضاهر »لا يمكن ان نستمر في هذه التمثيليات«. واوضح النائب عمار »ان هذه الجلسة متاجرة بحق الجنوب«، وتساءل منيف الخطيب »أين الحدود والأرض مباحة للعدو«. وعلق رشيد كرامي »الاسباب التي دعت الى هذا التخاذل هي غير ما يعلنون. هذا كلام خلط«. 
ورد الرئيس الصلح على كرامي »انت عم تخلط«، ورد على النائب الضاهر »نحن لا يتحدانا احد بقضية الكرامة، فعائلتنا منبع للكرامة«، وعلى الجميع »ان سياسة عدم ردع العدوان مستمرة منذ عشرين سنة«! 
وهذه »الاعترافات« حين تعلن في البلدان الديموقراطية، ترافقها استقالات جماعية. اما عندنا في »الأعجوبة اللبنانية« فلا واحد استقال لا من النواب ولا من الوزراء، لا من المعارضة ولا من الموالاة.. ولا حتى هدد بالاستقالة!! بلى، انسحبت الحكومة الى مأدبة القصر! 
وفي الواقع، انما من اجل هذا بالذات استحق النواب والحكومات منذ الانتداب وحتى الاستقلال رواتبهم، لان لعبتنا الانتخابية في النهاية لا تعتمد الا الزعبرة والخلط والشرشحة والتمثيل.. وتسامح المتفرجين، وكان هذا هو »النظام الذي ارتضاه اللبنانيون لأنفسهم« الى ان بدأت اسرائيل عدوانها فتحولت الملهاة الى مأساة، واستمر التمثيل! 
الرئيس شمعون أباح لبحارة الاسطول السابع الاميركي لبنان عاصمةً ومناطق عام 1958، وأول أمس ناح على »شبه الدولة«. 

»السفير« (17/4/1974)
العدد:7973

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق